الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "روحاني" هل ينهي مرحلة الثورة لمصلحة الدولة؟!

"روحاني" هل ينهي مرحلة الثورة لمصلحة الدولة؟!

30.09.2013
يوسف الكويليت


الرياض
الاحد 29/9/2013
    من يرسم السياسة العليا الإيرانية، هل هو الحرس الثوري أم رجال الدين أم المرشد الأعلى بسلطته الروحية العليا كما يقر بذلك معظم الايرانيين؟
وهل وصول روحاني لمنصب رئاسة الجمهورية مرحلي أم هو تأسيس لجمهورية يقبل بها العالم وتتناغم معه دون لغة القوة وتهديد الآخرين، وأن الحاجة إليه في هذا الظرف تستدعي حكومة علاقات لا دولة عزلة وتطرف؟
بالتأكيد فإن إدارة الحكم في إيران تخضع لأجنحة وتيارات، وتوزيع أدوار لكن ضابط الإيقاع في ذلك كله هو المرشد الأعلى، وإذا افترضنا ذلك فكيف قبل بسياسة متهورة زمن نجاد وتجاوزه حدود اللياقة الدبلوماسية بما ورط إيران في قضايا معقدة أدت إلى ضغوط اقتصادية وسياسية، ثم بلحظة وتوقيت غير محسوب يأتي روحاني من قلب هذه البيئة، ويطرح مواقف معتدلة تتناغم مع وجهة النظر الأمريكية والأوروبية بما فيها حل عقدة السلاح النووي ودعم سورية وحزب الله؟
الدبلوماسية الروسية قد تكون حاضرة في الوساطة بين إيران والغرب ليس لأن روسيا تستفيد من خلافاتهما، وإنما لأن مثل هذا الدور يمنحها فرص الصعود والتأثير على المسرح العالمي كدولة غير غائبة أو مهمشة على صعيد عالمي ينزع الآن لتأسيس سياسات جديدة، ولكن بقطبية متساوية المصالح وتقاسمها..
إيران دولة مهمة للشرق والغرب، وظلت منذ الحرب العالمية الأولى موقع تنازع واستقطاب ومؤامرات أُسقطت حكومات وأعيدت أخرى، لكن ما بعد الخميني حاولت إيران أن تأخذ حجماً لا يتناسب وإمكاناتها في بناء سياسة المحاور، وطرح إيران لقيادة العالم الإسلامي بمذهبها وخلفه ستار قوميتها وإمبراطوريتها، وهي أمور لا تلتقي مع حاضر لا يسمح ببروز أقطاب كبرى إلا بإمكانات تؤهلها لمثل هذه الأدوار..
الرئيس روحاني يعتبر نسخة محسنة عن خاتمي، ولكنه يتبع سياسة ومبدأ «التقية» برسم الظاهر والباطن، وفي إخفاء الأهداف، لكن هذا يجوز وقد يحدث مع بلدان ليست بقدرات الدول الكبرى التي تملك مراكز البحث والتحليل والتوقعات من أجل بناء اتجاهاتها، لكن إيران أجادت المراوغة في مختلف لقاءاتها، لكنها لم تكسب أي جولة مع معارضيها، وبالتالي إذا كان روحاني جاء كمنقذٍ من حياة العزلة والانكفاء الذاتي، وقادر على تغيير اتجاه بلاده إلى الأفضل فهذا جيد وهنا يبرز الوجه الآخر لخصم هددها بضرب مفاعلاتها النووية عندما بدأت إسرائيل تتخوف من اتجاه أوباما نحو سياسات ترى أنها بعيدة عن أهدافها، وتلاقي المصالح الاستراتيجية مع الحليف الأمريكي، وهذه مخادعة طالما أجادتها إسرائيل، بل إن نزع السلاح الكيماوي السوري، ثم وقف برنامج إيران النووي، يصبان في عمق مصالحها الكبرى..
إيران ضد أي اتجاه مصالحة مع العرب، بل وأسقطت من حساباتها خلق علاقات إيجابية تجدد مصالح الطرفين، بل ودخلت في نزاع طويل مع جبهة العالم الإسلامي السني صاحب الأكثرية المضاعفة عن الإسلام الشيعي، حتى إن العرب والسنّة في إيران لا يجدان المعاملة التي تتساوى مع الأعراق والقوميات الأخرى، وهذا خلق قطيعة بدأتها إيران، ولم يستحدثها العرب والمسلمون السنّة، ومع ذلك فهناك تفاؤل مشوب بالحذر من أي تقارب عربي - إيراني، لأن كل ما قام به الرؤساء السابقون محته مرحلة نجاد ومع ذلك لا تزال الفرص مفتوحة والأبواب مشرعة، ولكن وفق منطق الثقة الذي يبدد الشكوك..