الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روحاني واردوغان وصراع الأسد!

روحاني واردوغان وصراع الأسد!

08.08.2013
عقيل حامد


عقيل حامد
القدس العربي
الخميس 8/8/2013
دفعت تركيا ثمنا باهظا لمناصرتها الشعب السوري ومواقفها المشرفة تجاه قضايا المنطقة، وخاصة العرب منهم وتصدت بكل حزم وبسالة لكل من يريد أن يحرق المنطقة لحسابه الخاص وحساب أذنابه في الشرق الأوسط ومن الطبيعي أن تسعى القوى العالمية المتطرفة إلى محاولة شق صف الشعب التركي وجره إلى الهاوية باسلوب رخيص مفضوح لكل صاحب لب وعقل وإلا فهل يعقل أن تخرج تلك المظاهرات لمجرد أن تتحول حديقة إلى مكان تجاري وتذكير بأمجاد الماضي ويتحول التظاهر إلى اعتصام يشل حركة الناس ويعرض أمن البلاد ووحدتها إلى الخطر ومن ثم المطالبة بإسقاط الحكومة ورحيل النظام، فهذا أمر غريب عجيب وتعظيم لشيء بسيط لا يستحق حتى ذكره، ولكن كما قلنا وراء المظاهرات أمر ما ويد شيطانية تحرك الناس وتجلس تراقب عن بعد فان تحقق المقصود فلهم الغنيمة وأن لم يتحقق المقصود فهم بأمن وسلامة وكما يقال خيرها في غيرها والمهم تبقى السلامة لهم ولمن يدعمهم من قرب وبعد ولا غرابة أن توجهت الاتهامات إلى إيران والأسد في ذلك فهما العدوان اللدودان لتركيا خاصة بعد مواقفها الأخيرة منهما، وخاصة بعد أن اكتشفت الاستخبارات التركية إيرانيين يقفون وراء تحريك المظاهرات ودعمها بالمال والإعلام ومحاولة تعظيم شأنها وشن حملتها على الحكومة التركية بدعوى استخدامها للقوة المفرطة في تفريق المتظاهرين ولا أدري كيف يمكن الجمع بين دعمها للأسد ودفاعها عنه وهو استخدم الطائرات والصواريخ والغازات السامة في تفريق المتظاهرين وقتلهم بل وحتى ذبحهم بالسكاكين ولكن أقول كما قال تعالى (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)القلم 36، ولكنها الازدواجية في التعامل مع الآخرين لتحقيق المصالح والمنافع الفارسية في المنطقة والبقاء على حليفها الجوهري الرئيسي الأسد لتتمكن من خلاله من دعم ذنبها حزب الله في لبنان ومن ثم توفير حماية تامة عامة لحليفتها الرئيسية وسيدتها إسرائيل ومن الجدير بالذكر هنا أن لا ننسى عندما كان العراق يقاتل إيران في حرب الخليج الأولى فقد اخترقت الطائرات الاسرائيلية أجواءه وضربت مفاعل تموز النووي العراق لتكسر قوته وشوكته وتدعم الخميني، فلولا إيران ما احتلت أفغانستان بسهولة ولا خرج من المعادلة العالمية العراق واليوم قد اشتد الصراع الإيراني – التركي على مصير الأسد فهل سينجح اردوغان في قهر الأسد وهزيمة روحاني.