الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روحاني والقضية السورية بين الشخص والمبدأ

روحاني والقضية السورية بين الشخص والمبدأ

01.07.2013
خالد هنداوي

الشرق القطرية
الاثنين 1/7/2013
عجبت لبعض الإخوة من طبقة النخبة المثقفة وهم يتحدثون عن وصول الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني المقرب من الإصلاحيين إلى السلطة في الانتخابات القريبة الماضية وأن عهده سيكون مشرقاً بالأمل لاسيما أنه وصف بالاعتدال كما يقولون في مقابل تشدد سلفه أحمدي نجاد وقلت في نفسي ثم حدثت أحد أصدقائي المهندسين وهو "متنور" وحامل للجنسية الفرنسية ومقيم في باريس منذ زمن طويل هل يقوم الرجل بشخصه ويوثق به دون الاطلاع وأخذ معيار الخبرة بالعبرة حياله أم يقوم بالحق والعدل والمبدأ والإنسانية والقانون الشرعي والوضعي الذي يحدد مدى كون هذا الشخص مناسباً للتناغم مع هذه المعاني التي يصنف من خلالها حق تصنيف أم لا وهل نعتمد دولة الأشخاص أم دولة القانون؟ وبالرجوع لتاريخ الرجل تبين أنه لم يكن معتدلا وإنما عمل سابقا في مناصب عليا ليمرر سياسات النظام أثناء الحرب وليقمع أبناء الشعب الإيراني بحجة توفير الأمن وذلك عندما كان ذا مسؤولية في المخابرات العامة وكان مستشارا ً لمرشد ما يسمى بالثورة على خامنئي الذي يعتبر الولي الفقيه ربما إلى أن يخرج المهدي المزعوم من سردابه! وحتى إن كان روحاني رجل الدين دبلوماسياً سياسيا عميقاً على ما يقولون إلا أننا نذكر بما أشار إليه المؤرخ العالم ابن خلدون حين قال إن السياسة هي حسن التدبير، فهل من حسنه أن يقول بعد انتخابه إنه يعمل على عدم التدخل في السياسات الداخلية لأي بلد في العالم ثم يسرع في أول مؤتمر صحفي ليؤكد أن حكومة الجزار بشار الأسد شرعية ليُفهم الجميع وبوضوح أنه مع الظالم ضد المظلوم ويخالف ما يدعو إليه الشيعة تاريخيا ًعلى الأقل بحكم الظاهر أنهم مع المظلومين وأن ثورة الخميني إنما جاءت لهذا الغرض مع أن الواقع غير ذلك تماماً فلا غرو أن يقف روحاني هذا الموقف الضيق العطن لأنه يتماهى مع الشخصانية لا مع العدل ورفع الظلم ولو ملك أدنى شعور إنساني ولا أقول إسلاميا لاستحى من تصريحه أمام بحر الدماء والهولوكوست الفظيع الذي يقوم به خادمهم وخادم إسرائيل والمجتمع الدولي المتخاذل والعاجز بل المتآمر على الشعب السوري المتصدي المتحدي بكل إصرار حتى يحكم الله بينه وبين أعداء الإنسانية كم يصدق قول علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- لما سئل ما آلة السياسة أجاب: سعة الصدر. فأين روحاني من توجيهات علي؟!! وعلى من يضحك عندما يتعهد باستعادة العلاقة المقطوعة مع أمريكا منذ عام 1979 ولو شكلاً إذ إننا مقتنعون تماماً أن الوضع بينهما على ما يرام خصوصا بعد اطلاعنا على العديد من الوثائق السرية التي نشرت وكذلك برهان الواقع اليوم والاتفاق على استعمال الأزمة السورية ورقة مساومة إيرانية لاستثمارها في اللقاءات التفاوضية عن مشروعها النووي وسوف يستغلها روحاني كسابقيه خير استغلال وإنني لا أدري لماذا يصف روحاني الحرب في سورية أنها مهزلة؟ ويجب أن يوضع حد لها ثم أصر على بقاء هذه المهزلة وأنه لن يكون إصلاحياً وإنما هو منحاز كل الانحياز للمتوحشين النازيين الطائفيين مثله وفي موقفه هذا إقرارٌ لانزلاق ما يسمى حزب الله اللبناني في الحرب السورية لكن على أنه مشروع ومبرر وهكذا فإن روحاني يدفع إلى عدم الاستقرار في سورية ولبنان بل والعراق عندما يسكت على اعتداء الطائفيين ضد الشعب السوري الأعزل ولا ينكر هذه التدخلات الخارجية الرسمية والتي لا تتصف بالفردية كما هو حال من دفعهم الضمير الحي من غير السوريين كي يقاتلوا دعماً للمظلومين ليس إلا وبهذا يعود لنا روحاني من جديد ليعيد التأكيد أن إيران هي مصدر المشكلة والفتنة وليست طريق الحل وأن تغيير الأشخاص لن يغير في الموقف الإيديولوجي لها أبداً ولو كان سيحصل مثل ذلك أو بعضه لما تأخر خامنئي في الوقوف ضده فالمشكلة في حقيقتها إنما هي مشكلة عقيدة شاذة وسلوك دموي منحرف ولا يهم أن يقول روحاني إنه رجل المفتاح وليس رجل المنجل فهل فهمتم يا أصدقائي القصة؟ وكثيراً ما يكون الشخص الناعم في الظاهر على وجه الحقيقة أشد خطراً من مثيله الخشن!!.