الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا تبدأ الخسارة في سوريا

روسيا تبدأ الخسارة في سوريا

04.10.2015
صلاح الدباس



الشرق القطرية
السبت 3/10/2015
 
دخلت روسيا خط الأزمة السورية بكل ثقلها بوصول طائراتها إلى ميادين القتال، وذلك يعني أن التدويل أصبح صراعا بين القوى الدولية على الأرض أكثر منه دبلوماسيا وسياسيا في المؤسسات الدولية، ولا نتوقع بالطبع أن دخول الروس يتم في إطار دبلوماسي لتفكيك الأزمة ووضع حد لها، خاصة وأن مظلة محاربة التنظيمات الإرهابية مطاطة ويمكن استغلالها بكفاءة في إطار الحرب على الإرهاب، ما قد يجعل كل هؤلاء إرهابيين لا يختلفون كثيرا عن الإرهابيين الذين يتم قصفهم في الأراضي السورية.
روسيا عملت منذ بدء الأزمة على الاصطفاف إلى جانب حليفها الأسد، دون اعتبار لأي قوانين أو حقوق إنسانية، وليس لها تلك المصالح الضخمة في سوريا التي تعتبر دولة كفاية وليس لديها موارد يمكن الطمع فيها وحمايتها بالقوة العسكرية، ولكنها حروب وكالات بين القوى العظمى انتهت إلى حال مباشرة، تقف ضد الإرادة الإنسانية في إزالة النظام السوري الذي أنتج خلال أكثر من أربعة أعوام مظالم وانتهاكات تفوق الوصف وتعتبر الأسوأ في التاريخ البشري المعاصر، ومع ذلك تدعمه روسيا وتقف إلى جانبه، وتطور ذلك لتزويده بالسلاح والخبراء والقتال إلى جانبه بحجة محاربة الإرهاب.
شماعة الإرهاب لم تعد مقنعة، ولكنها الأفضل لكل صاحب طموح لتبرير وجوده في المنطقة، دون ذلك ليس من مبرر لقتال الروس إلى جانب نظام الطاغية، وللمفارقة فإنهم لم يربحوا قط حربا شاركوا فيها، وفي أوج قوتهم على أيام الاتحاد السوفييتي تعرضوا لكل أشكال الهزائم في أفغانستان إلى أن خرجوا منها صاغرين ومدحورين، والخلاصة أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لتحقيق النصر في أي معركة، والميدان السوري ليس مناسبا لحروب الروس ولكنه إمعان في تأزيم الأوضاع ومناصرة طرف هالك لا محالة وفي الرمق الأخير.
حين يعجز أن يكون الروس شريكا سلميا لا يمكنهم أن يكونوا شركاء حرب في الجانب الخاطئ، فذلك يكلفهم كثيرا حتى لو كانت بلادهم دولة عظمى، فحرب سوريا خاسرة لا محالة، وعليهم إن كانوا يريدونها فعلا أن يستعدوا لخسارة مبكرة، ولكن قبل ذلك يفكرون كدولة لها وزنها الدولي في الخسائر الإنسانية التي تلحق بالسوريين لصالح نظام ديكتاتوري فاشستي قاتل لن يكون له ملاذ في خاتمة المطاف إلا إذا سحبوه معهم إلى بلادهم، وذلك سيناريو قادم بالتأكيد.. ولننتظر.