الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا تريد عودة القطبية الثنائية

روسيا تريد عودة القطبية الثنائية

24.03.2016
فلاديمير فرولوف


الوطن السعودية
الاربعاء 23/3/2016
 إن أفضل طريقة لوصف نتائج التدخل العسكري الروسي وما تلاه من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تخفيض عدد قواته هناك بعد مرور 167 يوماً على الغارات الجوية المكثفة، هي أن "المهمة لم تكتمل". انغماس بوتين في الحرب الأهلية السورية لم يقترب من النجاح، ذلك لأن التجهيزات العسكرية التي نشرها بوتين لم تكن كافية، وعملية الانتشار العسكري هدفها تحقيق أهداف سياسية محددة لم تنجح موسكو في الوصول إليها عبر الوسائل الدبلوماسية.
ومن بين هذه الأهداف منع هزيمة حليف قديم وحماية نظام بشار الأسد في الحرب الدائرة بينه وبين المعارضة المدعومة من الخارج والجماعات الجهادية، ومنع التدخل العسكري الغربي من تدشين منطقة حظر طيران وتوفير ملاذات إنسانية.
صحيح أن التدخل الروسي غيَّر مسار الحرب وسمح للأسد باستعادة سيطرته على مناطق في غرب سورية، وهذا التدخل أضعف قوات المعارضة المعتدلة ووضع حداً لزخمها العسكري. لكن هذا لا يوفر نصراً حاسماً للنظام. بوتين ساعد الأسد على الاتجاه نحو إنهاء الحرب وتشجيع أطراف الصراع على الدخول في مفاوضات، ورغم ذلك يظل مصير الأسد في خطر، وتستطيع روسيا زيادة عدد قواتها مرة أخرى في سورية في حال انهارت خطة وقف إطلاق النار، خاصة أن لدى موسكو قاعدتين عسكريتين داخل سورية، لكن هذه الفكرة مكلفة ومهينة.
من غير الواضح ما إذا كان الأسد سيرضخ لمطالب موسكو الممثلة في ترتيبات اقتسام السُلطة مع المعارضة. نجح بوتين في إنهاء عزلة بلاده جراء الأزمة الأوكرانية، حيث إن اتجاه موسكو نحو استخدام القوة العسكرية في وقت ترفض فيه واشنطن، أدى إلى إحياء التعاون الأميركي الروسي، والاتفاق بين الطرفين على وقف إطلاق النار في سورية أعاد للروس رؤيتهم التقليدية الممثلة في إملاء الشروط على وكلائهم. كما أن الروس اقتربوا من إحياء الثنائية القطبية التي كانت موجودة إبان الحرب الباردة، والدليل أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيزور موسكو قريباً لمناقشة الملف السوري.
ويبدو أن الكرملين يحاول جعل الملف السوري نموذجاً للعلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، وهذا استنتاج من تصريح لوزير الخارجية الروسي يوم 13 مارس الجاري، مفاده أن موسكو تفضل حل الأزمة الأوكرانية عبر التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة. برر بوتين تدخله العسكري في سورية بضرورة هزيمة "داعش"، لكن بعد 6 أشهر من تدخله لم تنته المهمة بعد.