الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا تريد من "بشار" أن يكون أكثر ذكاء!

روسيا تريد من "بشار" أن يكون أكثر ذكاء!

22.12.2013
الوطن السعودية


السبت 21/12/2013
العام المقبل، وبالتحديد في 17 يوليو 2014، تنتهي ولاية رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومنذ التعديلات الدستورية في عام 2012، والتي وصفها إعلام النظام بأنها إصلاحية، أدرك المراقبون أن الرئيس يعتزم الترشح لولاية جديدة، تليها ولاية أخرى، ومدة كل ولاية ـ بحسب الدستور الجديد ـ سبع سنوات.
وعلى هذا، فإن بقاء الأسد رئيسا يمكن أن يستمر إلى 2028، لأن التعديلات الدستورية أعادت العداد إلى "الصفر"، ليبدأ العد من جديد، فضلا عن أنّ المادة 150 من "الدستور الإصلاحي"، تقضي بأنّ أيّ نص في مشروع الدستور الجديد يمكن تعديله أو تغييره أو استبداله أو إلغاؤه بموافقة ثلاثة أرباع أعضاء مجلس الشعب، ولا رأي للشعب ولا عزاء.
ذاكرة السوريين لا يمكن أن تنسى كيف عُدل الدستور يوم وفاة الأسد الأب، ليكون ملائما للأسد الابن، وكيف وافق مجلس الشعب بسرعة كبيرة على تعديل الدستور "الصلصالي" الذي يتحكم فيه "البعث"، ويتحايل به، وكأنه أمام شعب لا يدرك أو يعي ما يحدث أمامه منذ سنوات طوال.
كل الدماء التي أهرقت، والأرواح التي أزهقت، والنفوس التي شُردت، إنما كانت بسبب تمسك بشار وزمرته بالسلطة، ولن يتخلى عنها بانتخابات أو غيرها، ولذا كان من البدهي أن يعلن بشار عن عزمه الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة.
الغريب أن وزارة الخارجية الروسية، ومن خلال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، انتقدت تصريحات الأسد التي أكد فيها عزمه الترشح للرئاسة، إذ قال بوجدانوف إنه كان على بشار أن يمتنع عن الحديث عن إمكانية الترشح لفترة رئاسية جديدة، لأن ذلك يمكن أن يزيد التوترات قبل محادثات مقررة، وكأن الخارجية الروسية تنتقد التوقيت لا القرار، بمعنى أنها تدرك أن ترشح الأسد هو ما سيكون، لكنها تخشى أن توقيت إعلانه سيؤثر على موقفه في مؤتمر جنيف2 المقرر عقده الشهر المقبل.
انتقادات وزارة الخارجية الروسية التي تنم عن حرص على مصلحة نظام بشار، لم ترق للخارجية السورية، إذ رد عليها نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بقوله: "لا يمكن لأحد أن يمنعه ـ يعني الأسد ـ من الترشح لولاية رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية العام المقبل"، وكأنه لا يعي أن تصريحات بوجدانوف كانت ناصحة ومخلصة، إذ ليس من المنطقي أن تكون روسيا ضد بقاء الأسد، وهي التي عرقلت أمس، صدور بيان من مجلس الأمن الدولي يدين تصاعد أعمال القصف بالصواريخ من قبل قوات النظام السوري على أحياء سكنية في مدينة حلب.
روسيا تشفق على النظام السوري حتى من بيان يدين دمويته، ولن تكون إلا معه، لكنها تريده "سياسيا" محنكا يعرف مصلحته.