الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا تستمر في ترهيب إدلب وأسراب مقاتلاتها تتناوب على تدمير المدينة

روسيا تستمر في ترهيب إدلب وأسراب مقاتلاتها تتناوب على تدمير المدينة

16.11.2019
هبة محمد



القدس العربي
الخميس 14/11/2019
دمشق – "القدس العربي" : بعد فشل الحلف الروسي – السوري – الإيراني في اقتحام ريفي إدلب واللاذقية، شمال غربي سوريا، يلجأ اليوم للضغط بأدوات إجرامية على المدنيين مستهدفاً مراكز الرعاية الطبية والمنظومات الإسعافية والبنى تحتية، لإفراغ المنطقة.
فقد قتل 11 مدنياً بينهم عنصر من الدفاع المدني وسيدتان وأصيب 20 آخرون بينهم 5 متطوعين من الخوذ البيضاء و5 أطفال، خـلال الأربع وعشرين ساعة الفائتة، جراء قصف الطيران الحـربي الروسـي على قـرى وبلـدات ريـف إدلـب الجـنوبي.
وتناوب سرب من الطائرات الحربية الروسية، الأربعاء، على استهداف المنطقة، بنحو 25 برميلاً متفجراً وأكثر من 12 غارة جوية بصواريخ شديدة الانفجار، في تصعيد جديد لليوم الثاني على التوالي، وسط توثيق أممي لمقتل أكثر من 1000 شخص وتشريد ما يزيد عن 400 ألف آخرين في شمال غربي سوريا، منذ نهاية نيسان/أبريل، كما تزامن ذلك مع استقدام الجيش التركي تعزيزات عسكرية ولوجستية نحو نقاط المراقبة التابعة لها بريف إدلب وهذا ما أكده المرصد السوري لحقوق الانسان.
محلل يتحدث لـ "القدس العربي" عن شدٍ بين ملفي إدلب وشرق الفرات
وقال الدفاع المدني السوري في بيان له، إن 3 مدنيين بينهم امرأة، قتلوا، وأصيب 9 آخرون بينهم 5 أطفال وسيدتان، نتيجة قصف الطيران الحربي الروسي بغارتين على منازل المدنيين في قرية شنان في ريف إدلب الجنوبي. وأثناء عمل الفرق على إسعاف المصابين في معرة حرمة، قتل 3 أشخاص، بينهم عنصر من الدفاع المدني، وجُرح 7 آخرون بينهم 5 عناصر من الخوذ البيضاء وامرأة نتيجة استهداف الطيران الحربي الروسي للبلدة بغارة جوية، تبعها قصف مدفعي بـ16 قذيفة أثناء عمل الفرق على إسعاف الجرحى والقتلى.
كما قتل 5 مدنيين في مدينة كفرنبل، وأصيب شخص جراء استهداف المدينة من قبل الطيران الروسي بـ 4 غارات. وطال القصف الحربي والمدفعي 9 مناطق في ريف إدلب، وذلك بـ18 غارة حربية بفعل الطيران الحربي الروسي، بالإضافة إلى 21 قذيفة مدفعية، استهدفت مدينة كفرنبل وبلدات عدة في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي.
تعزيزات عسكرية
ورصدت مصادر عسكرية، تعزيزات عسكرية ولوجستية تركية نحو نقاط المراقبة التابعة لها بريف إدلب، حيث دخل رتل عسكري مؤلف من آليات عسكرية عدة دخل من معبر كفرلوسين شمال إدلب نحو نقاط المراقبة التركية المتمركزة في "معرحطاط" بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
أممياً، أفادت الأمم المتحدة، أمس، بمقتل أكثر من 1000 شخص وتشريد ما يزيد عن 400 ألف آخرين في شمال غربي سوريا، منذ نهاية نيسان/أبريل من هذا العام، وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية "لا يزال العاملون في المجال الإنساني يشعرون بقلق بالغ إزاء سلامة وحماية حوالي أربعة ملايين شخص في شمال غربي سوريا، بينهم حوالي مليوني شخص مشرد داخلياً، في أعقاب تكثيف الهجمات الجوية والقصف في المنطقة مؤخراً".
الجهود المبذولة لتوصيل المواد الشتوية الملحة لا تزال متواصلة، حسب تأكيد "حق" خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في مخيمات النازحين والتجمعات السكانية غير الرسمية، مشيراً إلى أن "الأمم المتحدة تذكّر جميع الأطراف بالتزامها بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك تيسير الوصول إلى المحتاجين بطريقة منتظمة ومستدامة وحيادية، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان".
اردوغان
القيادي في المعارضة السورية ورئيس وفد استانة فاتح حسون اعتبر ان خيبة الروس والإيرانيين ومرتزقتهم في تحقيق أي تقدم، وعجزهم عن اقتحام الكبينة منذ شهور وبكل الوسائل، جعل روسيا تلجأ كعادتها للضغط بأدواتها الإجرامية على المدنيين والبنى التحتية، فأصبح القصف على جسر الشغور رتيباً مستهدفاً، حيث تركز القصف على مراكز الرعاية الطبية والمنظومات الإسعافية والمدارس، واعتبر حسون ان الهدف الروسي هو "الانتقام من ذوي المقاتلين في كبينه في المقام الأول، ولإرسال رسالة واضحة لتركيا بأن قمة سوتشي حول إدلب لم يتم تنفيذها بما يتعلق بالفصائل المصنفة وبفتح الطرق الدولية وبتشكيل منطقة عازلة، وبالتالي على تركيا التغاضي عن عدم تنفيذ كامل اتفاقية قمة سوتشي حول شرق الفرات بما يتعلـق بميلـيشيا قسـد الإرهـابية المـصنفة كـذلك من قـبل تركـيا".
واعتبر المتحدث لـ "القدس العربي"، أن زيارة الرئيس التركي للولايات المتحدة بالامس إلى واشنطن، إضافة لتقارب أمريكي – تركي قريب له علاقة بما يحدث في إدلب، فالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كذلك صرحا مرارًا بضرورة الحفاظ على المنطقة وعدم تنفيذ عمليات عسكرية واسعة فيها، وهو ما تحاول روسيا استثماره قبل أي تقارب ممكن أن يحدث بين تركيا وأمريكا، مذكرة بضرورة أن تكون جزءًا في أي تفاهم دولي قد يحدث على الأراضي السورية كونها المتحكم الرئيسي بنظام الأسد.
وفي رأي حسون فإن روسيا في الوقت نفسه تعطي إشارات للمضي في الاتجاه المعاكس، حيث لفت إلى ان تصريحات لافروف حول إدلب والتي قال فيها إن منطقة إدلب مرتبطة باتفاقيات مع تركيا تأتي قبل زيارة الرئيس التركي للولايات المتحدة كإشارة لتركيا كي لا تميل في اتجاه الولايات المتحدة محاولة موسكو استخدام سياسة "العصا والجزرة".
المتوقع برأي القيادي العسكري، أن تبقي روسيا من خلال قصفها ومحاولاتها قضم أجزاء من منطقة إدلب على أداة ضغط على تركيا والاتحاد الأوروبي ليس إلا، وقال "لا أرى أنها تنوي القيام بعملية عسكرية كبيرة، فليس لديها القوات البرية اللازمة لذلك، والمجتمع الدولي لن يتقبل ذلك، وسيضغط عليها لإيقافها إن فعلت"، وقد يكون إخراجها من التفاهمات شرق الفرات وسيلة ضغط لا تريد أن تمارسها أنقرة وواشنطن عليها.