الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا هي الحل!

روسيا هي الحل!

02.11.2015
د. فهد الفانك



الرأي الاردنية
الاحد 1/11/2015
تدور حرب إعلامية حول ما إذا كانت الطائرات الروسية تضرب الإرهاب أي داعش والنصرة ، أم تضرب ما يسمى بالمعارضة المعتدلة ، وكل طرف يطلق صفة الاعتدال على التنظيمات التي يدعمها بالمال والسلاح.
لا يبدو أن التدخل الروسي يتعامل مع هذا التصنيف ، فقد جاء إلى سوريا بطلب من الحكومة السورية لمساعدتها على الصمود في مواجهة المنظمات المسلحة.
هدف هذا التدخل معلن وهو حماية الحكم (النظام) وضرب من يحمل السلاح في وجهه ، سواء كان متشدداً أو معتدلاً بالتصنيف الأميركي.
من الناحية العمليـة لا فرق جوهرياً بين تنظيم متشدد وآخر معتدل ، فالمبدأ واحد ، والمرجعية واحدة ، وأسلوب العمل واحد.
أميركا وتركيا وبعض الدول العربية الداعمة لهذا الفصيل أو ذاك من المعارضة المسلحة يهمها إسقاط النظام (الدولة) ولا فرق من هذه الناحية بين متشدد ومعتدل ، لأن أهداف الجانبين واحدة.
في ضربها للتنظيمات الإرهابية المسلحة لا بد أن لدى القيادة الروسية نظاماً للأولويات ، فهي ، لأسباب أمنية مفهومة ، تبدأ بتطهير المناطق المحيطة بقاعدتها وقواتها ومطاراتها ، بدءاً من طرطوس واللاذقية. وإذا صادف وجود معارضة (معتدلة) في هذه المناطق فهذه مشكلتها.
يطبق الروس على الأرض نظرية نقطة الزيت أي تطهير منطقة معينة ثم التمدد والانتشار حولها لتوسيعها بالتدريج.
مع ذلك فلا توجد مناطق في سوريا بعيدة على الطائرات الروسية ، وقد تم بالفعل توجيه ضربات جراحية إلى داعش في الرقة ، والنصرة في درعا ، مما يشكل رداً على الذين يدًعون أن روسيا لا تستهدف سوى المعتدلين.
هل ُيحسم الصراع في سوريا عسكرياً أم سياسياً؟ تفضل جميع الأطراف الإدعاء بأنها تسعى إلى حل سياسي وحكم انتقالي ، ولكنهم يعرفون جيداً ان هذا الموقف يصلح إعلامياً ودبلوماسياً ولكنه عبث على أرض الواقع.
خذ مثلاً مؤتمراً ينعقد في باريس بغياب روسيا ، وآخر ينعقد في فيينا بغياب أصحاب الشأن ، النظام السوري والمنظمات الإرهابية. ولنفرض أن المجتمعين اتفقوا على حل سياسي ، فهل ستكون داعش والنصرة وجيش الفتح وأحرار الشام إلى آخره جزءاً من هذا الاتفاق وتلتزم به ، أم أنها ستواصل (الجهاد) لاستكمال تدمير الدولة السورية وإقامة الدولة الظلامية التي تحلم بها.
الحل السياسي ممكن ولكن ليس قبل القضاء على الإرهاب.