الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا وإيران.. حجج واهية لتعطيل مواجهة الإرهاب

روسيا وإيران.. حجج واهية لتعطيل مواجهة الإرهاب

17.09.2014
الوطن السعودية



الثلاثاء 16-9-2014
حين تنضم كل من روسيا وإيران إلى النظام السوري في محاولات تعطيل التحالف الدولي المزمع تشكيله لمواجهة الإرهاب، فالمسألة تستدعي التوقف والتفكير، وإن كان النظام السوري مستفيدا من وجود تنظيم "داعش" وممارساته الإرهابية ضد المواطنين والمعارضة، فما مبررات روسيا وإيران في ذلك؟
إن كانت الحجة المعلنة لدى روسيا وإيران هي ضرورة استشارة النظام السوري، وموافقته قبل قصف "داعش" على الأراضي السورية، فهي محاولة يائسة لمنح ذلك النظام الشرعية من الدول الأخرى، وإن كانت النية هي الضغط بأي طريقة لإشراكه في التحالف ضد الإرهاب، فذلك غير وارد لدى الدول التي سوف تجتمع اليوم في العاصمة الفرنسية باريس؛ لمناقشة الحرب التي تم الاتفاق عليها لمواجهة إرهاب "داعش" وغيره من تنظيمات تنشر الخراب والقتل والإجرام حيث توجد.
وإذا كانت روسيا وإيران تعتقدان أنهما بهذا السلوك يمكنهما إحباط جهود عشرين دولة تريد القضاء على "داعش" وما يماثله من تنظيمات، فإن ذلك لا يمكن له أن يحدث، فالمسألة تخطت حدود المعقول في الممارسات الإجرامية، وما منظر الرؤوس المقطوعة إلا دليل على مدى ما بلغه الإجرام من بشاعة لم تعد ترضي أحدا، أما التبريرات الروسية والإيرانية غير المقنعة، فلن تجدي نفعا في تغيير المسار الواضح للدول المتفقة على تخليص البشر من معاناتهم مع التنظيمات الملوثة.
فأي انتهاك للقانون الدولي تتحدث عنه روسيا في بيان وزارة خارجيتها أمس لو حدث هجوم جوي ضد "داعش" في العراق أو سورية؟ وأي تفويض من مجلس الأمن تريده روسيا كي لا يكون العمل عدوانيا حسب تعبيرها؟ روسيا في الحقيقة تسعى لجر الدول إلى مجلس الأمن كي تعترض بالفيتو وتجهض قرار القضاء على "داعش" كي يخدم ببقائه النظام السوري؟.. ولا شك أنه منطق غريب يفضح نفسه بنفسه.
إلى ذلك، فحين يتحدث أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن انتهاك سيادة الدول بذريعة مكافحة الإرهاب، فهو قد نسي أن النظام السوري قتل شعبه وشرده ودمر مدنه بتلك الذريعة ذاتها بدعم إيراني سياسي وميداني.
باختصار، الحرب على الإرهاب ستبدأ ولن تتوقف، والنظام السوري لن يجرؤ على تطبيق تهديده بإسقاط المقاتلات إذا هاجمت مواقع "داعش" من دون موافقته، لأنه وقتها سيظهر مدافعا عن "داعش" ليكتب نهايته بيده.