الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا والسباحة ضد إرادة الشعوب

روسيا والسباحة ضد إرادة الشعوب

03.03.2014
رأي الشرق


الشرق القطرية
الاحد 2/3/2014
التحركات الروسية التي أثارت قلق العالم أمس وأدت إلى تصعيد التوتر بعد أن قررت التدخل عسكريا في أوكرانيا، هي خطوة غير محسوبة العواقب ومن شأنها أن تقود العالم إلى مواجهة كارثية خصوصا بعد التحذيرات التي أرسلها الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتصريحات التي صدرت من حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي.
لقد بررت روسيا قرارها بالتدخل بأنه يأتي "استجابة لطلب حكومة إقليم القرم الأوكراني" وأنها بصدد إرسال "قوة محدودة" لضمان أمن أسطول البحر الأسود والمواطنين الروس الذين يعيشون في القرم، لكن عبارة "القوة المحدودة" هي نفسها العبارة التي استخدمتها عام 1979 للتدخل عسكريا في أفغانستان، حيث كان عدد هذه "القوة المحدودة" آنذاك نحو مائة ألف رجل. وهي العملية التي أغرقت أفغانستان منذ ذلك الوقت في مستنقع من الحروب التي لا تنتهي.
ما يحدث في أوكرانيا اليوم لا يعدو أن يكون سوى تأكيد جديد للمواقف الأخيرة التي أصبحت تتبناها روسيا على الصعيدين الإقليمي والدولي والتي تتعارض مع إرادة الشعوب وتقف على النقيض من تطلعات الشعوب. تقف روسيا في أوكرانيا اليوم ضد إرادة الشعب الذي يطالب بالتغيير إلى درجة تحريك قواتها وعتادها العسكري لكسر هذه الإرادة، وهو موقف شبيه بما ظلت تقوم به موسكو على مدى ثلاث سنوات في سوريا كانت خلالها عونا للنظام الوحشي بالسلاح وبالدعم السياسي غير المحدود ضد إرادة الشعب السوري.. حيث استخدمت نفوذها في مجلس الأمن وحقها في "الفيتو" لتوفير الغطاء اللازم لنظام بشار الأسد ليواصل تقتيل وتشريد الشعب بكل أنواع الأسلحة التي توفرها له موسكو حتى وصل إلى استخدام السلاح الكيماوي والصواريخ البالستية والبراميل المتفجرة.
لقد كانت السياسة الروسية وبالا على الشعب السوري وستكون كذلك في أوكرانيا، ما لم تراجع القيادة في موسكو إستراتيجيتها التي ربما تحقق لها بعض المكاسب الآنية. لكنها عاجلا أو آجلا ستحصد نتائج وقوفها ضد إرادة الشعوب.