الرئيسة \  تقارير  \  روسيا والصين تختبران بايدن.. فهل يفشل في مواجهتهما؟

روسيا والصين تختبران بايدن.. فهل يفشل في مواجهتهما؟

15.12.2021
السياق


ترجمات – السياق
الثلاثاء 14/12/2021
حشدت روسيا ما يقرب من 90 ألف جندي، بالقرب من حدودها مع أوكرانيا، بينما يقال إن الصين تقيم قاعدة عسكرية في غينيا الاستوائية على المحيط الأطلسي، ما يعني أن أعداء أمريكا لا يضيعون أي وقت، للاستفادة من استراتيجية الأمن القومي، غير المنظمة وغير المركزة، لإدارة بايدن، بحسب صحيفة نيويورك بوست.
وقال مارك مونتغمري الزميل بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في تحليل نشرته "نيويورك بوست"، أن موسكو هاجمت أوكرانيا بلا هوادة، منذ الغزو الأول لموسكو عام 2014، بعد ضم شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشعل الأزمة الحالية بقراره عدم سحب القوات والمعدات الروسية إلى قواعدها الأصلية، بعد تدريبات "زاباد 21" العسكرية السنوية، إذ تهدد هذه القوات الآن السيادة الأوكرانية وتتحدى الضمانات الغربية لدعم الديمقراطيات، التي تستهدفها الدول الاستبدادية والدفاع عنها.
برامج الفدية
وقال مونتغمري، إن الأيدي الروسية وصلت حد تهديد الولايات المتحدة في الداخل، بل إن بوتين مثلما اعترض على مطالب واشنطن بسحب قواته من الحدود الأوكرانية، رفض أيضًا بالقوة نفسها، تحذيرات الرئيس بايدن بوقف الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة.
واستشهد، بما أكده مسؤول كبير في مكتب التحقيقات الفيدرالي في شهادته أمام الكونغرس، من أنه خلال الأشهر الأربعة التي انقضت منذ أن أعطى بايدن إنذارًا لبوتين، للتوقف عن إيواء ودعم المتسللين الروس "لم نشهد انخفاضًا في هجمات برامج الفدية في الشهرين الماضيين من روسيا".
وشدد الكاتب على أن جهود التجسس الإلكتروني الروسية تتواصل بلا هوادة، رغم تحذير بايدن.
التهديد الصيني
وعن التهديد الذي تمثله الصين للولايات المتحدة، عدَّه مونتغمري، "أكثر إثارة للقلق"، مشيرًا إلى أن التعزيزات العسكرية الصينية الهائلة والناجحة للغاية على مدى 20 عامًا، جعلت العمليات البحرية والجوية الأمريكية غربي المحيط الهادئ، محفوفة بالمخاطر.
وأوضح الكاتب، أن الصين تهدد مواطني الولايات المتحدة في جزيرة غوام غربي المحيط الهادئ، بأنظمة الصواريخ البالستية وصواريخ كروز.
وأشار إلى أن البحرية الصينية تجاوزت البحرية الأمريكية في عدد السفن، ونظرًا لقرب البحرية الصينية من نقاط الاشتعال المحتملة في تايوان، وبحر الصين الشرقي والجنوب، فإن هذا يقلل أو يلغي الميزات العسكرية الأمريكية المتبقية في التكنولوجيا والخبرة.
وذكر أن الصين تتطلع إلى نشر نفوذها العسكري خارج شرق آسيا، إذ تمتلك بكين قاعدة عسكرية متطورة على الساحل الشرقي لإفريقيا في جيبوتي (على مقربة من منشأة أمريكية أصغر حجمًا وأقل تجهيزًا).
وقال مونتغمري، إن الصينيين حصلوا على "وجود" بحري وجوي في العديد من المرافق التجارية المهمة دوليًا، من خلال استثماراتهم في مبادرة الحزام والطريق، حتى أنهم اكتسبوا ملكية المرافق، بعد تخلف المقترضين من الدولة المضيفة عن السداد، مشيرًا إلى أن أحدث تقرير عن الاستثمارات الصينية في باربادوس، يظهر أن بكين تريد الوصول إلى الفناء الخلفي للولايات المتحدة.
أما عن الاستثمار الصيني في غينيا الاستوائية، على الساحل الأطلسي لإفريقيا، فأوضح الكاتب، أنه يُعد استثمارًا طويل الأجل وأكثر من مجرد وصول مبادرة الحزام والطريق إلى هذا المكان، إذ يمكن لهذه القاعدة أن تزود الصين بخدمات لوجستية ومنشآت إصلاح على ساحل المحيط الأطلسي، في مواجهة الساحل الأمريكي للأطلسي من الجهة المقابلة.
ورأى أن هذا الاستثمار الاستراتيجي، يوضح مرة أخرى رؤية الصين الموسعة للمنافسة مع الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى، طوال القرن الحادي والعشرين.
موقف بايدن
وعن موقف الرئيس الأمريكي من هذه التهديدات، يرى مونتغمري، أن رد بايدن على هذه "التحديات الاستبدادية" كان خافتًا.
وانتقد بعض قرارات بايدن المهمة في الآونة الأخيرة، ولعل أبرزها قرار الانسحاب من أفغانستان، الذي ترك حلفاء الولايات المتحدة وشركاءها في حالة من الحرج، وأدى إلى كارثة إنسانية وتجاهل 20 عامًا من الشراكة القوية.
وأوضح الكاتب، أن هذا القرار الصادم بشأن أفغانستان، أعقبته معاملة محرجة لأقدم حليف للولايات المتحدة (فرنسا)، عقب إبرام اتفاق مع أستراليا والمملكة المتحدة، لتعزيز التعاون العسكري والدفاعي في المحيطين الهندي والهادئ، أضر باتفاق بين باريس وكانبرا.
وشدد على أن إدارة بايدن تحتاج إلى مواجهة هذه التحديات الاستبدادية باستراتيجية أكثر مباشرة وقوة.
وقال مونتغمري: "بادئ ذي بدء، يجب أن تواصل إدارة بايدن جهود الإدارات الأخيرة، لضمان قدرة تايوان على الدفاع عن نفسها وبدء برنامج رسمي للمساعدة المالية العسكرية لهذه الديمقراطية المحاصرة، لتسريع الجهود ضد سيطرة الصين هناك".
وتابع: "بعد ذلك، على بايدن أن يستثمر في القدرات العسكرية الأمريكية الرئيسة، التي تضع القوات العسكرية الصينية على قدميها الخلفية، مثل توسيع إنتاج الغواصات".
وطالب الكاتب، بايدن، بضرورة فرض عقوبات صارمة وشديدة التأثير ضد روسيا، لتحريضها على هجمات برامج الفدية والتجسس الإلكتروني، مضيفًا: "على وجه التحديد، يجب وقف خط أنابيب الغاز Nord Stream 2 الذي يربط روسيا بألمانيا، وإزالة موسكو من نظام SWIFT للمعاملات المالية، وهو النظام المركزي العالمي لتنفيذ الحوالات المالية المتبادلة بين البنوك العالمية إلكترونياً، ورابط مهم للاقتصاد العالمي".
وقال الكاتب إن الولايات المتحدة "تحتاج إلى استراتيجية للأمن القومي تحدد خصومها بوضوح، وتشرح طبيعة التهديدات التي تواجهها، وتفصل خطة استثمار طويلة الأجل، لضمان قدرتها على ردع التهديدات، وفي حال فشل الردع، يجب العمل بكل جدية لهزيمة هذا العدو".