الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا والمستنقع السوري

روسيا والمستنقع السوري

05.10.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاحد 4/10/2015
لم يكن العالم يحتاج إلى الكثير من الوقت ليعلم أن الهدف من التدخل العسكري الروسي في سوريا باستخدام طائراتها الحربية المتطورة لشن غارات جوية هناك، هو حماية المجرم بشار الأسد من السقوط الوشيك الذي كان يتهدده بعد تقدم المعارضة الأخير في جبهات القتال المختلفة.
ومنذ اليوم الأول للغارات الروسية في سوريا، تواترت التقارير عن أن الأهداف التي استهدفتها الطائرات لتكشف للعالم الدور المشبوه الذي تلعبه موسكو في حماية النظام المتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد شعبه بالأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة، وذلك تحت غطاء الادعاء بأنها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية وفي إطار الحرب على الإرهاب والتطرف.
وقد قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن ضربة جوية واحدة تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية من بين كل 20 ضربة تشنها روسيا في سوريا، مؤكدا ان الضربات الجوية الروسية لا تستهدف التنظيم المتشدد على الإطلاق وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقتل المدنيين دعما للرئيس السوري بشار الأسد.
عشرات المدنيين بينهم اطفال ونساء سقطوا جراء الغارات الروسية التي استهدفت ايضا مستشفيات ميدانية ومواقع لفصائل المعارضة السورية من بينها الجيش الحر وفصيل تدعمه واشنطن. وبحسب الاستخبارات البريطانية، فإن خمسة في المائة فقط من الضربات استهدفت تنظيم الدولة الاسلامية، كما أن معظم الغارات قتلت مدنيين واستهدفت فصائل معتدلة.
وهذا الأمر، هو ما دفع سبع دول عربية وأجنبية هي قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، الى ان تدعو روسيا لوقف هجماتها وغاراتها التي تستهدف المعارضة السورية والمدنيين السوريين، خلافا لما تدعيه من انها دخلت سوريا لمحاربة تنظيم الدولة.
إن محاولة روسيا لإنقاذ وحماية "سفاح سوريا"، لن تؤدي إلا الى تعقيد الوضع المعقد أصلا في سوريا، ورفع حصاد ضحايا آلة الحرب من المدنيين ودفع من تبقى منهم الى النزوح والبحث عن مهاجر جديدة، وستنتهي هذه المحاولات الروسية اليائسة الى البحث عن سبل للخروج من المستنقع الذي ستغرق فيه.
لا سبيل، لإخراج سوريا من أزمتها، الا بالعودة من جديد الى مقررات "جنيف1" بما يضمن عملية انتقالية لا مكان فيها لبشار الأسد الذي تلطخت يداه بالدماء.