الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روسيا.. وتبنّي الأنظمة الفاشلة

روسيا.. وتبنّي الأنظمة الفاشلة

07.04.2015
أيمن الحماد



الرياض
الاثنين 6-4-2015
    ليو تولستوي روائي وفيلسوف من أعمدة الأدب الروسي، قال يوماً: "الجميع يفكر في تغيير العالم، لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه".. روسيا اليوم تحتاج لهذه الحكمة أكثر من أي وقت آخر، فالبلد الذي يمتد شرقاً وغرباً، يوغل كثيراً في طرح حلول خارجية، ويتناسى أن لديه مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية معقدة، وبالرغم من ذلك مازال يعتقد أن العالم يدور حوله، وأن لا مناص من "موسكو" وإن طال السفر.
عندما حاولت روسيا في ما مضى أن تجذب العالم العربي دخلت في تنافس استقطابي لم تفلح فيه سياسياً أو اقتصادياً، وعجزت عن وضع بصمة إيجابية لها، ولم تعلق في أذهاننا إلا صفقة السلاح المعطوبة التي باعتها موسكو للرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، وقِس على ذلك دورها في سورية وإيران واليمن، كل تلك الأنظمة السياسية فاشلة وأوضاعها شاهد على عدم قدرة روسيا في الإسهام بشكل مباشر في تبني نموذجٍ سياسي ريادي وبنّاء في المنطقة.
تفاجأت موسكو برد المملكة على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجامعة الدول العربية، ولم تتوقع أن تواجَه الرسالة الروسية بصراحة سعودية وصف الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية من خلالها دور روسيا غير البنّاء في الصراع الدائر منذ خمسة أعوام في سورية.
مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن بشأن "عاصفة الحزم" هو الرد على الموقف السعودي في الجامعة العربية، الغريب في الأمر أن روسيا تقدم هذا المشروع من مدخل إنساني، وكأنها لم تفهم بعد أنها جزء من المأساة السورية.
موسكو تبحث عن ساحة تناوش فيها الغرب، ولا يوجد ما هو أفضل من منطقة الشرق الأوسط أكثر المناطق التي تتقاطع فيها المصالح الدولية وأكثرها رخاوة وتأثراً، فالمصالح الروسية في العالم العربي شبه معدومة، والعقيدة السياسة للخارجية الروسية لا تولي اهتماماً كبيراً بما يحدث في الوطن العربي، بل إن الحديقة الخلفية لروسيا هي القوقاز وآسيا الوسطى.
وعندما نراهن على أن الحل للأزمة السورية يتمثل في "جنيف 1" وهو مقترح روسي، فهذا لم يتأتَّ إلا بسبب تراجع وتقهقر الدور الأميركي في المنطقة.. ويكشف توتر العلاقة بين موسكو والرياض - التي كانت قد شهدت تطوراً ملحوظاً مؤخراً، لا سيما على مستوى التنسيق السياسي الإقليمي - أن ثمة تغيراً واختلافاً في ملفات أخرى بين الجانبين تتعدى الملف السوري.. المملكة اليوم والدول العربية مجمعة على أمر يخص أمنها الإقليمي، ولن تسمح بالتدخل في شؤونها، ولن تلتفت إلى الوراء، وستذهب بعيداً إن لزم الأمر ذلك.