الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "زهران" بين نقل النفط ونقل الدواعش!

"زهران" بين نقل النفط ونقل الدواعش!

30.12.2015
شريف قنديل



المدينة
الثلاثاء 29/12/2015
"زهران" بين نقل النفط ونقل الدواعش! انطفأت -أو كادت- إشاعة تورّط تركيا في نقل نفط (داعش)، وطفت على السطح بقوّة حقيقة تورّط روسيا في نقل "الدواعش أنفسهم"!
في تلك الأثناء استهدفت روسيا زعيم "جيش الإسلام" زهران علوش فقتلته، ومضت تؤكّد إصرارها على استئصال الإرهاب، "والإرهابيين السوريين كلّهم"؛ من أجل أن يعيش بشار!!
وبادئ ذي بدء أقول: إنّني لا أدافع هنا عن تركيا، في مواجهة روسيا -وإن كانت هذه ليست تُهمة!- كما لا أدافع عن الفتى زهران -وإن كانت تُهمة!- وإذا كان لتركيا مَن يدافع عنها من أهل الإعلام والسياسة، خاصة بعد أن انتفضت الجامعة العربية في وجهها من أجل العراق، فمَن يصرخ الآن في وجه إيران؟ ومَن يجرؤ على الصراخ، أو حتى النواح أمام روسيا؟!
أقول: إذا كان لتركيا مَن يدافع عنها من العرب، وغير العرب، وإذا كان لإيران مَن يدافع عنها من العرب وغير العرب، فمَن يدافع عن إخوة زهران، وغيرهم من المقاومين الثائرين في وجه النظام؟!
إن زهران بالتأكيد ليس أبا بكر البغدادي، الذي يجد الآن من يؤوي، أو ينقل رفاقه، ثم إنه ليس الملا عمر، أو غيره.
إنّه صوت سوري يطالب كما يقول في حديثه الأخير لصحيفة الرياض، الصادرة في عدد 12 ديسمبر 2015م بـ"دولة سورية وطنية".. دولة مؤسسات وعدل.. هويتها عربية إسلامية، كما نصّت الدساتير السابقة، كدستور 1950، والدستور الحاليّ الذي لا يلتزم به أحد!!
هكذا فإن زهران ظل يعترف بالدولة المدنية ذات الهوية العربية الإسلامية "شأن كل دول الجامعة العربية"، ويعترف بالدساتير السابقة، بل وبالدستور الحالي شأن كل المدنيين والحقوقيين.
مشكلة زهران أنه رفض أن يصاحب العدم، فآثر أن يضحي بالدم!
مشكلة زهران.. أنه كان يبحث عن الوطن.. وعن سحابة.. وعن غوطة خضراء تمسح عن دمشق الكآبة!
لن أقول إن زهران من سلالة شامل باسييف؛ حتّى لا تتوسّع التّهمة.. لكني أعتقد -بل أكاد أجزم- أنّه من سلالة المقاومين القدماء.. ولا أقول المجاهدين.. حافظ سلامة في مصر، وعبدالقادر في الجزائر، والمختار في ليبيا، والثعالبي في تونس، والخطابي في المغرب، والكيلاني في العراق.. إنها السلالة العربية النقية في مواجهة السلالات الهجين، والأفكار الهجين، والأطروحات الهجين!
سلام على فارس سوري لم يذل، ولم يخن.. هو الآن ينام في سلام، ينتظر ما سوف تسفر عنه مفاوضاتكم!
مات زهران في غمرة البهوت، وانحراف النظر العربي والعالمي حدّ العماء.. مخلّفًا وجهه الوضاء.. على خريطة الوطن التي يريدها البعض أن تكون.. "هباء"!!