الرئيسة \  واحة اللقاء  \  زورق نجاة النظام السوري يعوم على بحر دماء الشعب .. من يوقف الثور الهائج!؟

زورق نجاة النظام السوري يعوم على بحر دماء الشعب .. من يوقف الثور الهائج!؟

08.12.2013
د. صالح الدباني


امريكا
القدس العربي
السبت 7/12/2013
جن جنون النظام السوري واطلق العنان لكل ما لديه من قوة جوية وبرية لتدميرالاخضر واليابس، حيث تعمد في كل مراحل هجومه على المدن والقرى بالتدمير الكامل بمجرد الانتقام من شعب كان له خاضع وذليل لعقود من الزمن، اصبحت معظم المدن والقرى التي طالها القصف النظامي، وهي كثيرة، اشبه بمدن أشباح لا ترى فيها إلا الغربان وبعض الكلاب الشاردة التي اصبحت بمثابة السكان الاصليين لهذه المدن بعد أن هجرها سكانها هرباً من الموت، أستشهد من أستشهد وجر النظام الى سجونه من تقطعت بهم الاسباب فكان لهم السجن قدرا وعقابا.
النظام السوري المدعوم بعشرات الالاف من مقاتلي حزب الله ولواء ابو العباس العراقي والحوثيين اليمنيين تحت ادارة الخبراء الايرانيين من الحرس الجموري يشنون حرباً جنونية ضد الشعب السوري، فالنظام يسارعالوقت لاحراز تقدم ميداني قبل الذهاب لمؤتمر جنيف من اجل فرض شروطه، ولايهم ان عام زورق نجاته على بحر دماء الشعب.
يصف البعض مناورات النظام السياسية بأنها مكر وخديعة يمارسها من أجل البقاء كما فعل بدرء الضربة العسكرية الامريكية عنه بتسليم السلاح الكيماوي، او الاستفادة من الاتفاق الايراني الامريكي حول ملف ايران وقبلهما الاتفاق الروسي الاميربكي حول مؤتمر جنيف الذي اعطى قبلة الحياة للنظام السوري المتهالك، كما أن الدعم المعنوي والمادي والعسكري القوي الذي تقدمه روسيا وايران لابقاء النظام السوري ابتداءً من دعمه بكل انواع الاسلحة القتالية التدميرية المتطورة الى تصدير عشرات الالاف (من مقاتلي حزب الله ولواء ابوالعباس والحوثيين المدعومين بالخبراء العسكريين الروس والفرس) لدعم قوات النظام السوري العسكرية المنهارة عدةَ وعتاداً ونفسياً.
ذلك الدعم المنظم أعطى قوات النظام المتهالكة نوعا من الثقة وأملاً في احراز تقدم ملموس على الارض، وحتى يحدث نوع من التقدم القتالي لقواته المدعومة من القوى الخارجية في مناطق القتال يقوم النظام بدك المدن والقرى فوق ساكنيها بغض النظر عن من بداخلها فالشعب السوري اصبح عدوه بعد ان خرج عن طاعته للمطالبة بالحرية من الاستعباد القصري.
الشعب السوري صبر وفاض صبره ولم يعد يحتمل عجرفة النظام الدموي وقهره، وخاب ظنه امام تجاهل العالم المتحضر الداعي لاحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وفشله في دعم شعب يذبح ليل ونهار يأتيه الموت من كل حدب وصوب، ولم يعد أي شيء امن، حتى الملاجئ تحت الارض دكتها صواريخ الاسكود عابرات القارات على من لجأ اليها ناهيك عن الطيران الذي يصب على رؤوس الشعب الصامد صوب عذاب من البراميل الحارقة المتفجرة.
يسأل الشعب الصامد بأي ذنب أقتل؟ أي جرم أرتكبت حتى يكتب علي الف يوم وليلة أن اتجرع المر والعلقم ليل نهار، لماذا يدفن أولادي وهم احياء ويلعب أولاد العالم ويلهو بأمان؟ لماذا يشرد اهلي من وطني إلى دول الجوار؟ انه لشيء مهين ومخز وعار أن يرى العالم نظام اجرامي يتفنن في قتل شعبه ولايحرك ساكناً، عشرات الاطفال السوريين الذين قتلوا وعذبوا وهجروا وشردوا واغتصبوا واستغلوا لاغراض غير شرعية ولا حراك لضمائر احرار العالم إلا على استحياء، بينما نسمع التنديد الصاخب تجاه ما أصاب الطفلة الباكستانية ملالي الذي رفع من مقامها إلى درجة انها اصبحت بطلة عالمية تنهال عليها الجوائز من كل منظماته.
عفواً ايها الاطفال السوريون فإن السؤال لغير الله مذلة، اصبروا على ما أصابكم فإن الله مع الصابرين ولا بد من فرجِ قريب.