الرئيسة \  واحة اللقاء  \  زيباري والموقف المعيب من الثورة السورية؟

زيباري والموقف المعيب من الثورة السورية؟

30.03.2014
داود البصري


الشرق القطرية
السبت 29/3/2014
الموقف المخزي لحكومة العراق الطائفية من الثورة السورية قد تخطى كل حدود المعقول وحتى المسموح وتحول ليكون موقفا ذيليا ذليلا مرتبطا بالمواقف العدوانية الإيرانية وتعبيرا عن ولاءات تخادم طائفية مقيتة ومشوهة أساءت لسمعة العراق القومية وجعلت من العراق بلد متآمر على الأمن القومي العربي لكون حكومته تخضع بالمطلق لإرادة سيدهم الولي الإيراني الفقيه في طهران، ولعل خير معبر عن موقف الحكومة العراقية المخزي هو ما حصل في قمة الكويت العربية الأخيرة وحيث وقف العراق إضافة للبنان وأطراف عربية أخرى مواقف رافضة لتسلم الائتلاف الوطني السوري للمقعد السوري في القمة وحتى في الجامعة العربية بزعم زيباري أن الائتلاف ليس له وجود على الأرض السورية وبالتالي فهو ليس حكومة!! ويبدو أن زيباري وهو يتمنطق بأحاديث الهرطقة قد تناسى الحقائق الميدانية وأغمض عيونه عن حقيقة أن أحرار الشام والجيش السوري الحر هم اليوم يمتلكون مساحات شاسعة من الأرض السورية المحررة من سطوة ومخابرات النظام السوري المجرم هي أكبر بأضعاف المرات من منطقتهم الخضراء ذات الدمن!، وإن الانتصارات الإستراتيجية التي يحرزها أبناء سوريا الحرة والخسائر التي يلحقونها بحلف الأشرار القادمين من إيران والعراق ولبنان وأمصار أخرى قد تعدت كل الحسابات ودخلت ضمن الكوابيس التي تعاني منها أطراف ذلك التحالف الشرير العدواني المجرم.
ويبدو أن رفاهية الدبلوماسية والالتصاق الطويل بالمنصب الدبلوماسي قد أنسى زيباري حقائق ووقائع كثيرة أبرزها أن حجم المعارضة السورية ووجودها الميداني الفاعل لا يقارن أبداً بحجم ووجود وطبيعة المعارضة العراقية السابقة التي كانت عبارة عن مسخرة بأحزابها الكرتونية والعميلة لمختلف الأطراف بدءا من إيران والمخابرات السورية وليس انتهاء بإسرائيل!، يتصرف زيباري ويصيغ المواقف وكأن النظام السوري نظام شرعي ديمقراطي مجني عليه وليس ذلك النظام الداعم للإرهاب والذي اشتكى عليه زيباري نفسه حين فجروا وزارته في صيف 2009 ثم نتيجة لرغبة جهات خارجية سحبت حكومة المالكي وبأيدي زيباري شكواه الأممية واكتفوا بالصمت الرهيب والخنوع المريع وبلع الإهانة وخيانة دماء العراقيين التي سفكها أهل الإرهاب الأسود القادم من نظام دمشق!، زيباري بتصريحاته المعادية لآمال السوريين الأحرار وتكتله العلني مع حلف الأشرار والمجرمين إنما يمارس عملية خداع للنفس وإهانة لمشاعر العراقيين الأحرار ويرتكب الخيانة الوطنية وهو يخضع لأوامر ونواهي أحزاب طائفية عميلة تقود العراق ولحكومة لم تكن لتظهر للحياة لولا أهل الحذاء الأمريكي الثقيل الذين أزاحوا نظام صدام وسلموا السلطة لمجمع البائسين والفاشلين والعملاء والقتلة الذين فرضت تقلبات الزمان الأسود حقائق تحولهم لحكومة وسلطة فشلوا في استحقاقاتها ودمروا بغبائهم وسفههم العراق بل مارسوا التخريب على المستوى القومي، لا زيباري ولا أسياده بقادرين على معاكسة حركة التاريخ السائرة دوما لصالح الشعوب الحرة، والابتزاز الفظ الذي مارسوه في قمة الكويت هو تعبير عن محطات فشل قيمية وأخلاقية كبرى، فانتصار الثورة السورية وانبثاق سوريا الجديدة هو من الحقائق الدامغة والتي ستتحقق مهما بلغت حدة المؤامرات والتعقيدات، والثورة السورية المنتصرة ستكتسح بكل تأكيد حاشية الخنوع وأزلام الولي الفقيه، وشعب سوريا الحرة ورجالها الأحرار في الائتلاف والجيش الحر لا يحتاجون لرخصة لممارسة النضال من زيباري ورهطه، فالله يدافع عن الذين آمنوا وجاهدوا وسيخزي وجوه القوم المجرمين والبائسين.