الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سؤال الأهداف والشكوك!

سؤال الأهداف والشكوك!

31.08.2013
الياس الديري

النهار
الجمعة 30/8/2013
السؤال الأكثر تردّداً وانتشاراً، على صعيد المنطقة العربية والعالم بأسره تقريباً، يدور دورة الأقمار الاصطناعية وعقارب الثواني في الساعات حول "الردّ الأميركي الدولي" على جريمة الكيميائي ومرتكبيها في سوريا.
كيف سيكون هذا الرد، خاطفاً سريعاً؟ محدود المهمة والأهداف؟ على صورة عقاب تأديبي تنبيهي؟ أم إنه سيذهب إلى أبعد وأشمل، مما يعطّل آلة القتل الجماعي والدمار الشامل... على الأقل؟
يلاحظ المهتمون والمتابعون، هنا وفي الخارج، أن شيئاً أو بعضاً من القلق والارتباك يساور حتى كبار المسؤولين، وخصوصاً نتيجة ما يسمعونه ويقرأونه من تحليلات يرجّح معظمها الاكتفاء من الضربة المتوقّعة بما يندرج في خانة معاقبة نظام بشار الأسد "على هذه الجريمة النكراء التي هزّت وجدان الرأي العام الدولي".
ما يضاعف الشكوك والحذر لدى هؤلاء هو جنوح كبرى الصحف والمحلّلين المشهود لهم في أوروبا وأميركا نحو الاعتقاد أن الهجوم على سوريا "لن يتعدّى العملية المحدودة"، أو ما يشكّل درساً رادعاً للنظام، يضطره إلى عدم اللجوء ثانية إلى السلاح الكيميائي الفتّاك، أو ما يسمّى "غازات القتل الجماعي".
لا أجوبة نهائية، حتماً، في هذا الصدد. وليس في مقدور حتى المقرّبين جداً من مطابخ القرارات "الحربجية" إلقاء اي ضوء، أو إضافة أية إشارة توضيحيّة.
إذا اقتصر التطبيل والتزمير في العواصم الكبرى، ودوائر القرارات التاريخية، على مثل هذه النتائج، أو هذه الاستنتاجات، فليس من المستبعد والمستغرب أن يندفع النظام إلى مضاعفة ردود الفعل والهجمات الانتقامية. وبشتى الأسلحة المتاحة.
رداً على سؤال بهذا المعنى، قال "محلّل استراتيجي" على إحدى الفضائيات العربيّة "إن رداً بهذا الحجم وبهذه المفاعيل والتأثيرات المحدودة لا يحتاج إلى كل هذه الحشود من حاملات الطائرات، وحاملات الصواريخ، وحاملات أحدث الأسلحة".
إذاً، كيف سيكون الردّ، وما هو حجمه، وهل سيلملم المهاجمون أمتعتهم وأساطيلهم بعد يومين ثلاثة، ويقفلون راجعين إلى ديارهم... فيما الديار التي قطعوا البحار والفضاءات من أجلها لا تزال في متناول صواريخ النظام وأطنان الكيميائي التي يمتلكها؟
إنه كلام استباقي، طبعاً. وقد لا يبقى له أثر عندما تتمّ "العملية الدولية"، وتنهي مهمتها.
هذا صحيح. وواقعي. ويجعلنا نلتفت إلى الدور الإيراني الذي يعتبر بمثابة المايسترو لكثير من "الفِرَق الموسيقيّة"، كما لكثيرين من المايستروات في المنطقة. بل تكاد تكون المايسترو الوحيد. والموزّع الوحيد للأدوار وللعازفين.
فأين سيكون هذا "المايسترو" حين يبدأ العزف الناري؟
ولكن، ماذا تفيد كل هذه التحليلات والأسئلة، إذا كانت واشنطن فعلياً وجدّياً لا تريد سوى معاقبة النظام؟