الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ساعة الحرية تدق في سوريا

ساعة الحرية تدق في سوريا

17.06.2013
رأي الشرق

الشرق القطرية
الاثنين 17/6/2013
إلى متى يظل النظام الحاكم فى سوريا متمسكاً بالحل العسكرى لأزمته التي عزلته عن محيطه العربى والإقليمى؛ ونبذته دوليا بسبب ما يرتكبه من مجازر لإبادة شعبه وتدمير بلاده؛ غير عابئ بكافة الدعوات والمبادرات التى طرحت عليه منذ تفجر أزمته؛ هذا النظام الذى لم يستوعب دروس (حتمية التغيير) فى ثورات الربيع العربى؛ والمتمرس فى لعبة كسب الوقت والرهانات على (دماء شعبه) يفترض ألا يكون له أى وجود فى سوريا الجديدة؛ ولابد من تقديمه وكل رموزه إلى العدالة الدولية. لم تعد تنطلى على الاسرة الدولية حيل ومراوغات هذا النظام؛ وهو يعلن قبوله المشاركة فى مؤتمر (جنيف2) المتعثر بسبب ألاعيبه؛ و"ابتزازات" الواقفين خلفه و"مقامرات" الداعمين له. التصعيد الحاصل فى سوريا وما حولها اليوم خاصة بضوء تدخلات ميليشيات "حزب الله" فى الحرب داخل سوريا مع موجة التقارير الجديدة التى تتهم النظام باستخدام غاز "السارين" القاتل ضد الثوار والشعب المنتفض؛ مضافا اليه الخطوة الامريكية التى جاءت متأخرة بعض الشيء بدعم الثوار بأسلحة نوعية لإحداث نوع من التوازن على الأرض؛ ووسط الضغوطات من داخل الكونجرس الامريكى على إدارة الرئيس اوباما بالتعجيل بإنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا لحماية الثوار؛ كل هذا يؤشر إلى أن ساعة إزاحة هؤلاء "الطواغيت" عن سدة الحكم قد حانت؛ تمهيدا لإعلان مولد سوريا الجديدة التى دفع ثمنها فادحاً أبناء سوريا بدماء نحو مائة ألف شهيد؛ وحوالى ثلاثة ملايين لاجئ؛ فضلا عن أكثر من عشرة ملايين يعانون بالداخل السورى — حسب تقديرات هيئات الإغاثة والصليب الأحمر الدولية ووسط كل هذا التصعيد جاءت دعوة الرئيس المصري لعقد قمة عاجلة لتدارس تطورات سوريا؛ وهى دعوة قوبلت بترحيب الجامعة العربية التى حذرت بالأمس من تدهور اوضاع سوريا، وجددت بلسان أمينها العام المساعد أحمد بن حلي حرصها على حل الأزمة بالطرق السلمية. ونحسب ان هذه القمة المرتقبة ستصبح بلا جدوى؛ ما لم تتبن قرارات أكثر قوة وأشد تأثيرا؛ لإرغام نظام الأسد على الرحيل قبل ان تتفجر كل المنطقة؛ بفعل حماقاته السياسية ورهاناته الدموية. ياحكام الشام.. اتقوا الله فى سوريا والسوريين؛ وكفاكم ذبحا وتخريبا وتحرروا من عنادكم واستكباركم؛ حتى لاتشعلوها — حربا عالمية — جديدة ستدمر حال نشوبها — لا قدر الله — ما تبقى من سوريا وتحرق كل المنطقة وعندها ستحل بكم لعنة كل شعوبها.