الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سباق القتل والسلام في ما بعد جنيف 2

سباق القتل والسلام في ما بعد جنيف 2

18.02.2014
داود البصري


الشرق القطرية
الاثنين 17/2/2014
كل من يعرف العقلية الأمنية والذهنية الاستخبارية والروح السادية التي تطبع قادة النظام السوري، يدرك جيدا وبإمعان أيضا من أن حضور وفد النظام للنسخة الثانية من مؤتمر جنيف للسلام في سوريا ليس سوى إضاعة للوقت وإكمال عدة! ووفق أسلوب ثعلبي مراوغ عرف به النظام وتميز منذ عهد حافظ أسد وحتى اليوم، فالضغط الدولي وحده هو من دفع نظام دمشق لحضور المؤتمر وهو يتأبط ملفاته السقيمة ويطرح شعارات كبيرة وفق أسلوب (كلام حق يراد به باطل)!، فالحرب ضد الإرهاب بكل أشكاله ليس مطلبا حقيقيا وواقعيا للنظام. بل إنه من أول أولويات المعارضة السورية الحرة التي بح صوتها وهي تطالب بردع دولي لإرهاب وجرائم نظام عرف دوليا بدعمه للإرهاب بكل أشكاله من إرهاب الدولة ضد الشعب السوري وحتى الإرهاب الدولي ضد دول العالم بالتعاون مع حلفائه المعروفين! وله ملفات خطيرة ومعروفة وموثقة بهذا الشأن في ثمانينيات القرن الماضي وحتى اليوم؟
لقد انتهت المفاوضات إلى النتيجة المتوقعة وهي اللاشيء لأن وفد النظام أصلا ليس مؤهلا ولا مخولا ولا يمتلك أية صلاحيات تفويضية تتيح له حرية التصرف، بل كان وفدا إعلاميا مشاكسا يعج بالأشقياء والبؤساء والكذابين!! ووفد بهذا المستوى لا يمكن أن ينتج عنه أي خير أو تقدم، الحقيقة العارية التي تعرفها دول الغرب الكواسر ويعرفها الجميع والمطبوعة على أجساد السوريين تقول بأن النظام المجرم لا يخضع إلا للقوة والمفرطة منها تحديدا، وهو لايرعوي إلا بسياسة العصا والكرباج وكسر الأنوف لأنه نظام قام أصلا على هذا المبدأ وهو تحطيم ضلوع المعارضين من أي فئة كانوا، نظام استخباري شرس لا يمكن التعامل معه إلا من خلال موازين ومقاييس يعرفها العالم أجمع ولكن اعتبارات عديدة تحول وتمنع معاملته كما تم التعامل مع نظام القذافي مثلا! والذي لم يسقط بشكل كامل لولا تدخل قوات وطيران وإمكانات حلف الناتو التي أجهزت عليه!، فما بالك بنظام فاشي مدجج بالأسلحة ويمتلك حلفاء لهم سطوة وقوة عسكرية معروفة ويستند على تحالفات خاصة يعرفها الجميع؟ قلناها ونقولها ونكررها للمرة الألف من أن المفاوضات مع النظام السوري هي مضيعة حقيقية للوقت واستنزاف للجهد والأعصاب، وبدون ضغوط حقيقية للقوى الدولية المسؤولة على النظام وتحييد آلته العسكرية وفرض حدود دولية لاستعمال القوة المفرطة ضد الشعب السوري المنكوب فإن مسلسل الموت المجاني الشامل الرهيب سيستمر في الشام وسيكون الخراب الشامل هو الوصفة الحقيقية لنظام أدمن على قتل شعبه بكل سهولة ويسر ومتعة أيضا!.. إنه السباق الحقيقي نحو التدمير الشامل والموت الأسود الذي يحاول النظام فرضه على العالم بابتزاز واضح، فهل يتحرك العالم الحر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه! أم سيستمر الشعب السوري في دفع فاتورة الأحزان والآلام والجراح؟ سيستمر النظام السوري في مهرجان القتل الشامل، والكرة الآن في ملعب القوى الدولية الكبرى التي تتحمل مسؤولية كبرى في هذا المضمار.
إنه الامتحان الأكبر الذي يواجه ضمير العالم الحر وقد طالت غيبوبته الرهيبة!!؟