الرئيسة \  تقارير  \  سجن صيدنايا العسكري - تقرير خاص

سجن صيدنايا العسكري - تقرير خاص

11.11.2013
Admin


الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان
10-11-2013
يتناول هذا التقرير بشيء من التفصيل أوضاع السجناء وظروفهم الكارثية في أحد أكبر السجون العسكرية التابعة للمخابرات العسكرية السورية وعمليات الإعدام الوحشية التي تتم بشكل يومي بحق المعتقلين، وقد إعتمدنا في هذا التقرير على شهادات العديد من السجناء الذين قضوا فترات طويلة داخل هذا السجن إلا أننا اعتمدنا بشكل أساسي على شهادة أحد المعتقلين المحكومين بالاعدام من قبل المحكمة الميدانية، وجرى إطلاق سراحه من هذا السجن ضمن احدى صفقات التبادل السرية مع النظام في الشهر العاشر من العام الحالي، وحرصا على حياة الشاهد الذي لايزال داخل الوطن ستتم الاشارة اليه في سياق التقرير بإسم (معاذ) ونحتفظ باسمه الحقيقي لحين تمكنه من الادلاء بشهادة حية أمام لجنة دولية مختصة.
البداية : بين عامي 1978و1979 قامت السلطات السورية باستملاك 1500 دونما من الاراضي الزراعية من أصحابها في سهل صيدنايا بحجة اقامة مشفى للامراض السارية في تلك المنطقة المشهورة بهوائها النقي والجاف، وبالرغم من أن اصحاب الآراضي كانوا قد قاموا برفع دعاوى قضائية لتعويضهم عن قيمة ممتلاكتهم فان الحكومة السورية لم تقم بتسوية القضايا حتى نهاية التسعينات ودفعت تعويضات للملاك بالقمية السائدة لاسعار الأراضي في فترة السبعينات . بدأت إدراة المنشآت العسكرية ببناء سجن صيدنايا، في عام 1981، انتهى العمل في أواخر 1985، وتسلمته الشرطة العسكرية بشكل نهائي في شهر أيلول عام 1987 ونقلت إليه مباشرة مئات المعتقلين الاسلاميين والشيوعيين من مراكز المخابرات وكان الجزء الأكبر منهم من سجن تدمر العسكري سيئ الصيت . يخضع السجن لاشراف مباشر لشعبة المخابرات العسكرية ويشرف علية ضباط تابعون للشرطة العسكرية.
وصف البناء : يأخذ السجن شكل ثلاثة أضلاع متصالبة ( على شكل اشارة مرسيدس ) تلتقي في منطقة واحدة تدعى المسدس وفي منتصف المسدس يوجد برج معدني للمراقبة، يتواجد فيه حارس هو الوحيد المسلح في الطابق ويعرف هذا البناء ( بالسجن الأحمر ) .



يتألف كل ضلع من البناء من ثلاثة طوابق، في كل منها عشرين مهجعاً تأخذ شكل حرف (U) بحيث تصطف عشرة منها على اليمين وعشرة على اليسار، وتبلغ مساحة المهجع ( 6 م2. ويوجد في كل مهجع حمام ومغسلة ومرحاض، وتشترك الغرف المتلاصقة بمنور للتهوية، يستوعب كل مهجع عشرين معتقلا، وعادة كان يتراوح عدد السجناء ما بين ثمانية إلى عشرين سجينا للمهجع الواحد، لكن حاليا يحتوي كل مهجع على 70 معتقلا على الأقل وبحسب المعتقل أيهم ( 23 عاما ) فقد توفي العديد من المعتقلين نتيجة الاختناق وسوء التهوية وخاصة أن معظم السجناء يعانون من أوضاع صحية حرجة .
في القبو مطعم وحمامات غير مستخدمة وأسفل القبو على بعد طابقين تحت الأرض تجد الزنازين الانفرادية المعتمة التي تغوص عميقا في الظلمة والمجهول، زنازين لا ترى النور، فيها قضى العديد من المعتقلين فيما مضى، دون أن يعلم بهم أحد ويتم حاليا الزج بأكثر من 8 سجناء في الانفرادية الواحدة.
البناء الثاني لسجن صيدنايا، وهو بناء حديث أنشئ في فترة التسعينات، مخصص للمعتقلين من الضباط وصف الضباط الذين تكون قضاياهم جنائية أو عسكرية، ويعرف هذا البناء بالسجن الأبيض .
وتحيط بالسجن ثلاثة أسوار قاسية محاطة بالكامل بالأسلاك الشائكة وتم زراعة الأراضي المحيطة بالسجن بالألغام المضادة للأفراد وللآليات . تتولى الحراسة من الخارج كتيبة عسكرية تابعة للفرقة الثالثة للجيش السوري مدججة بالأسلحة ومزودة بآليات وناقلات جند، ومن الداخل سرية من الشرطة العسكرية للحراسة الداخلية وتم تدعيمها بعد انهاء التمرد الشهير عام 2008 بالدبابات وعربات ال BTR .
 
وبحسب شهادة لاحد الضباط المنشقين الذين خدموا سابقا في حماية السجن فإن الأوامر الصادرة إليهم تقتضي الانسحاب إلى مستودعات الذخيرة في حال تعرض السجن لاقتحام من قبل أفراد الجيش الحر والابتعاد عن البناء الأساسي للسجن الذي سيتم تدميره بالكامل بمن فيه من قبل سلاح الجو .
أعداد المعتقلين : منذ اندلاع الاحتجاجات السلمية في منتصف آذار 2011 وإزدياد حملات الاعتقالات العشوائية بحق الناشطين، إزداد عدد النزلاء في سجن صيدنايا العسكري بشكل مستمر واستنادا لشهادات متطابقة حصلت عليها الرابطة فإن السجن يضم حاليا أربعة عشر ألف سجينا معظمهم خضع لمحاكمة صورية أمام محكمة الميدان العسكرية وتلقوا أحكاما جائرة تتراوح بين الاعدام والسجن لمدة خمسة عشر عاما، ويحتوي السجن الأحمر على 8000 معتقل بينهم نساء وأحداث (تحت سن 18 ) بحسب الشاهد معاذ الذي قضى 19 شهرا فيه وكان شاهد على الكثير من الانتهاكات التي ستم ذكرها لاحقا في سياق التقرير، بينما يضم البناء الجديد أو ما يعرف بالبناء الأبيض حوالي 6000 آلاف سجين بينهم أكثر من 4000 ضابط من جميع الرتب.
ظــروف المعـتقـلين : تبدأ معاناة المعتقل من لحظة وصوله إلى السجن مباشرة، فعند وصول الحافلة التي تقل المعتقلين إلى ساحة السجن تبدأ حفلة استقبال كما يسميها السجانون للقادمين الجدد حيث يقوم أفراد من الشرطة العسكرية التابعين لسرية الحماية داخل السجن بضرب المعتقلين بالهراوات والقضبان المطاطية يترافق ذلك مع كم هائل من الشتائم والاهانات، ثم يتم استلام المتعلقات الشخصية من السجين وغالبا ما يتم ايداع السجناء الجدد في الزنازين الانفرادية لمدة شهر وذلك ( لكسر نفسيتهم ) وذلك بعد جلدهم بالكبل مئة جلدة حسب ما أفاد به أحد الضباط المنشقين .
بعد خروج المعتقلين من الحبس الانفرادي يتم توزيعهم على المهاجع الجماعية في السجن الأحمر حيث يبدأ نوع آخر من المعاناة والتعذيب النفسي والجسدي، فبالاضافة إلى الاكتظاظ وحالات المرض الشديد لدى السجناء فإن رئيس المهجع يتوجب علية يوميا تقديم عشرة أسماء ليتلقوا عقوبة قاسية يشرف عليها الملازم أول فادي سليمان وهو المسؤول عن عمليات التعذيب التي تفضي إلى الموت في حالات كثيرة.
داخل المهجع الكلام بصوت مرتفع ممنوع والصلاة ممنوعة منعا باتا ولا يسمع سوى صوت أنات السجناء والمرضى منهم بشكل خاص ويتعرض المخالفون لهذه التعليمات لعقوبة قاسية في الحجز الانفرادي بعد الجلد بالكبل الرباعي ( وهو أداة تعذيب شائعة في سورية تتكون من كبل كهرباء يحتوي أسلاك معدنية مغلف بمادة مطاطية ) .
 بالنسبة للسجن الأبيض الذي يضم حوالي 6000 معتقل بينهم 4000 ضابط فالظروف متشابهة إلى حد كبير ولكن تعمد إدارة السجن على إجبار الضباط على ارتداء بذاتهم العسكرية بشكل مقلوب، وتجبرهم على الجلوس بأوضاع مؤلمة ومهينة طوال فترة النهار.
ويشترك جميع المعتقلين بالخضوع لنفس المستوى من التعذيب الاذلال والمعاملة الحاطة بالكرامة من قبل السجانين والحرس الذين لايتجاوز أعمار الكثير منهم العشرين عاما، ومن الأساليب الشائعة للتعذيب في سجن صيدنايا بالاضافة إلى الصفع والركل :
1- الجلد بالكرباج : عبارة عن أداة من المطاط القاسي تمت تقويته ليصبح مثل السوط
2- الدولاب : وهو الإطار الخارجي للسيارة حيث يتم وضع السجين داخله ليصبح بلا حول ولا قوة وغير قادر على الحركة أثناء الضرب بالعصي والكرباج والكابل .
3- العصا البلاستيكية : عبارة عن عصا للتمديدات الصحية تمت تقويتها بعصا اخرى بداخلها .
4- الصعق بالكهرباء : وهو وصلة من الكهرباء يتم ربطها بالسجين بقوة 220 فولت، كما يتم استخدام العصي الكهربائي الصاعقة .
5- الحرمان من النوم او الطعام والشرب لفترات طويلة .
6- بساط الريح : حيث يربط المعتقل ويثبت على لوح خشبي متحرك قابل للطي ليتم تعذيبه دون أي قدرة له على التحرك .
7- الفلقة : والتي تقوم على تثبيت قدمي المعتقل قبل القيام بجلدهما., إضافة إلى سكب الماء البارد على السجين أثناء التعذيب .
8- الحرق بالسجائر والمواد المذيبة .
السجناء الأحداث : يضم السجن الأحمر بالاضافة إلى مهجع خاص بالنساء ( لم نتمكن من معرفة العدد ) عددا كبيرا من الأطفال أو الأحداث الذين تمت ادانتهم ومحاكمتهم بصورة مخالفة لكافة الأعراف والقوانين أمام محكمة الميدان العسكرية والكثير منهم محكوم بالسجن لمدة خمسة عشر عاما، وبحسب الشاهد معاذ فإن عدد الأحداث الموجودين داخل سجن صيدنايا يبلغ حوالي 2500 معتقل !!! يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي وجرى استغلال العديد منهم جنسيا من قبل السجانين ..
وورد في شهادة المعتقل معاذ للرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان بأنه كان شاهدا على إعدام الحدث عدنان جيزاوي في شهر نيسان / أبريل 2012 فيقول ( …. أقسى ما حدث لي هو ما جرى أمامي للطفل عدنان جيزاوي البالغ من العمر 16 عاما من بساتين جوبر منطقة باباعمرو في حمص، وكانوا قد أحضروه من أحد فروع المخابرات التي قضى فيها أشهرا طويلة وكانت تهمته البصق على تمثال الرئيس السابق حافظ الأسد… وقد قام الحراس بايعاز من الملازم أول فادي سليمان برميه على الأرض وهو مقيد اليدين ثم بدأوا بطعنه وجرحه بالسكاكين والدعس عليه وشتمه وضربه إلى أن فارق الحياة وكان يصرخ ويستغيث ..لكني لم أتمكن من فعل شيء لذلك الصبي …. ) .
الرعــاية الصــحية : المنظومة الصحية داخل السجن منهارة تماما وتتعمد ادراة السجن التجاهل الكامل للمرضى وتترك الحالات الحرجة لتموت ببطء دون الاكتراث لمعاناة المعتقلين المرضى الذين يعانون من مضاعفات ناتجة عن التعذيب الشديد أثناء فترة التحقيق في أجهزة المخابرات أو خلال وجودهم في السجن الأحمر،
يقول المعتقل معاذ : ( شهدت وفاة 28 معتقلا من مهجعنا خلال فترة توقيفي، جميعهم كان بالامكان انقاذ حياتهم ومن كان يطرق باب المهجع بداعي المرض كانت عقوبته خمسون كبلا .. لذلك امتنع الجميع عن طلب المساعدة الطبية وسلمو أمرهم لربهم …. وفي احدى المرات وأمام اصرار أحد المعتقلين على طلب الطبيب قام أحد الممرضين بإعطائه حقنة في رقبته وطلب منا عدم إزعاجه لانه نائم … وفي الصباح كان جثة هامدة ووجهه أقرب إلى الزرقة … تبين لنا أن الممرض قام بإعطائه إبرة هواء في وريد رقبته قتلته بعد دقيقتين .. وكانت هذه رسالة لنا جميعا ……) . وتنتشر بين المعتقلين الكثير من الأمراض المعدية الخطيرة كالسل والحمى التيفية، إضافة إلى الأمراض الجلدية والالتهابات الناتجة عن التعذيب كتقرح الجروح والغرغرينا . بالنسبة للطعام فهو عبارة عن وجبة واحدة يوميا وتتألف من نصف رغيف يابس ( تعلوه طبقة من العفن في أغلب الأحيان ) عليه بعض المربى وفي حالات كثيرة كانت تقدم للسجناء وجبة واحدة كل يومين، وغالبا ما تعمد إدارة السجن إلى قطع المياه عن المهاجع لمدة عشر أيام متواصلة كأسلوب عقابي إضافي يزيد من معاناة المعتقلين اليومية .
الزيـــــــارة : معظم السجناء العسكريين في السجن الأبيض محرومون من الزيارة وغالبا ماتنكر السلطات السورية وجودهم قيد الإعتقال، أما بقية السجناء في السجن الأحمر فالزيارة بالنسبة إليهم رحلة إضافية من العذاب حيث يتعرض جميع المعتقلين بعد إنتهاء زيارتهم إلى جلسة إضافية من التعذيب بالاضافة إلى كيل الشتائم والصفعات والركلات خلال إحضاره إلى مكان الزيارة الذي يتألف من شبكين معدنيين يفصل بينهما ممرا بعرض متر واحد يتواجد فيه الحرس ويمنع السجين من التحدث عن أي تفاصيل حول حياته داخل السجن والاكتفاء بالايحاء لذوية بأنه بخير وكل شيئ على مايرام وإلا كانت عقوبته قاسيه، ورغم المشقة الكبيرة والمعاناة التي يتكبدها الأهل لزيارة ولدهم فإن إدارة السجن حددت مدة الزيارة بثلاثة دقائق فقط !!!!! . وغالبا ما يتم إذلال الأهالي عبر إجبارهم على المشي من البوابة الرئيسية للسجن لمسافة ثلاثة كيلومترات يتخللها شتائم من الحرس الذين يقرعون الأهالي ويقولن لهم ” …لو أنكم أحسنتم تربية أبنائكم لما كنتم هنا ….!!!!” .
عــملــيات الإعـــدام : منذ بداية عام 2012 ونتيجة لصدور أحكام كثيرة بالاعدام بحق الناشطين من قبل المحاكم العسكرية الاستثنائية، عمدت إدارة السجن لتنفيذ أحكام الإعدام بحق المعتقلين في منتصف ليل يومي الأثنين والخميس من كل اسبوع، وكانت تتخلص من الجثث عبر نقلها في ساعات الفجر الأولى إلى مكان مجهول ولايتم إبلاغ ذوي الضحايا بمصير أبنائهم أو تسليمهم جثثهم .
وكانت الرابطة أشارت في بيان لها في شهر نيسان / أبريل 2013 إلى تصفية أكثر من 480 معتقل داخل السجن في الفترة الواقعة مابين 6/4 و13 /4 /2013 وأشارت بأن سلطات السجن قامت بعمليات حرق لعدد كبير من الجثث استطاع السكان المحليون القريبون من السجن مشاهدة الدخان الناتج عن عملية الحرق إضافة إلى رائحة حرق الجثث المميزة . وبحسب إفادة أحد الضباط المنشقين فإن أربعين معتقلا كان يتم إعدامهم اسبوعيا على دفعتين يومي الأثنين والخميس، وكانت عمليات الاعدام تتم شنقا حتى الموت بإشراف مدير السجن والنائب العام العسكري ومفتي دمشق في كثير من الأحيان .
مؤخرا وبحسب الشهادة المروعة التي أدلى بها المعتقل معاذ للرابطة فإن عمليات الإعدام تتم كل يوم بحق 40 سجينا عند منتصف الليل بحضور مدير السجن وعدد من الضباط والنائب العام العسكري محمد كنجو ورئيس المحكمة الميدانية محمد خرفان، وتجبر إدارة السجن الكثير من المحكومين بالاعدام على حضور عمليات الإعدام في الساحة وهو الأمر الذي سبب إنهيارا نفسيا للكثير منهم يقول الشاهد معاذ الذي حضر الكثير من عمليات الإعدام والطريقة الوحشية الجديدة التي تتبعها إدارة السجن في تنفيذ هذا الأحكام الجائرة هذه كونه محكوم بالاعدام من قبل محكمة الميدان العسكرية : ( …يتم إحضار السجناء مقيدي الأيدي ووضعهم على الأرض على ظهورهم ويتم تقييد أرجلهم بسيارة عسكرية متوقفة، ويتم وضع حبل المشنقة في رقبة السجين ويربط بسيارة عسكرية اخرى، وتتم عملية الإعدام بإيعاز من مدير السجن فتتحرك السيارة الثانية بقوة وغالبا يتم فصل الرأس عن الجسد في هذه العمليات وسط سيطرة أجواء من الرعب والهلع على بقية المعتقلين ….) . ويتم دفن الجثث عند الفجر في مقبرة جماعية موجودة لهذا الغرض داخل السجن تقع بالقرب من مهجع النساء في السجن الأحمر ومؤخرا تقوم سلطات السجن بنقل الجثث عبر سيارات مغلقة عند ساعات الصباح الأولى إلى جهة مجهولة .
الشاهد معاذ الذي طلب من الرابطة إيصال نداءات الإستغاثة باسم زملاءه الذين يقبعون حاليا في السجن الأحمر بانتظار لحظة الموت يعتبر نفسه من المحظوظين القلائل الذين كتب لهم عمرا جديدا بحسب رأيه .. لأن من يدخل صيدنايا لايمكن أن يخرج منه إلا جثة هامدة أو في أحسن الحالات مخلوقا مشوها أبعد ما يكون عن الإنسان نتيجة الظروف الكارثية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا عبر العصور .
توصيات : تعتبر الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان جميع الجرائم والفظاعات التي ترتكب بحق السجناء في سجن صيدنايا العسكري، جرائم ضد الإنسانية وتنظر إلى المسؤولين عن إدارة السجن والجهات الأمنية المشرفة عليه إشرافا مباشرا بوصفهم مجرمين ضد الإنسانية يتوجب ملاحقتهم ومحاسبتهم أمام القضاء الدولي وترى في سلوك الجلادين القائمين على السجن سلوكا ممنهجا لايختلف عن الكثير من الفظاعات والجرائم التي ترتكب بحق السجناء والمعتقلين في معظم فروع المخابرات ومراكز التوقيف والتحقيق التابعة للحكومة السورية، وهي في هذا السياق تطالب بما يلي:
1-    بضرورة الكشف عن مصير آلاف المعتقلين وتمكين ذويهم من معرفة ملابسات وفاتهم وأماكن دفنهم.
2-    التدخل العاجل من قبل منظمات المجتمع الدولي لوضع حد لعمليات الإعدام الجماعية بحق السجناء والتي تجري خارج إطار القانون كون هذه الأحكام صادرة عن محكمة استثنائية لاتتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة .
3-    الزام الحكومة السورية على فتح السجون ومراكز الإعتقال أمام البعثات الدولية للمنظمات الدولية والإنسانية .
4-     تشكيل لجنة دولية ذات صلاحيات واسعة للتحقيق في الجرائم التي ترتكبها السلطات السورية داخل السجون والمعتقلات بحق الآلاف من السوريين .
5-     إحالة الملف السوري لمحكمة الجنايات الدولية بالسرعة القصوى وإعتبار كافة المتورطين بأعمال القتل والتعذيب والاختفاء القسري خلال الحرب في سوريا مجرمي حرب ومجرمين ضد الإنسانية وفي مقدمتهم المجرم بشار الأسد بإعتباره رأس الهرم العسكري والسياسي في البلاد، ويعتبر المسؤول المباشر عن إصدار أوامر القتل منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة السورية منتصف آذار / مارس 2011 .
______________
PHONE 00201015087083 CAIRO \ EGYPT
00963 933299555 DAMASCUS \ SYRIA
syrianleague@gmail.com