الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سقوط القصير.. سقوط حزب الله!!

سقوط القصير.. سقوط حزب الله!!

10.06.2013
م/ عبدالله بن يحيى المعلمي

المدينة
الاثنين 10/6/2013
لم يكن مستغربًا أن تسقط القصير بعد أن جعل منها النظام السوري المعركة الفاصلة التي تحدد موقفه التفاوضي في مؤتمر جنيف الثاني، وحشد لها قواته البرية والجوية والصاروخية، واستنجد بخبراء الحرس الثوري وبمقاتلي حزب الله، وربما بغيرهم من الفئات متعددة الأهواء.. ولم يكن مفاجئًا أن يقرر ثوار الجيش السوري الحر التراجع عن القصير، فطبيعة المواجهة في سوريا لا تتطلّب من الثوار استمرار السيطرة على أيّ موقع كان بقدر ما تتطلّب ألاّ يتمكّن النظام من ذلك أيضًا، وهكذا شاهدنا أن المواجهة قد انتقلت فورًا من القصير إلى مطار دمشق وريفها، وإلى القنيطرة وغيرها من المواقع؛ ممّا يؤدّي إلى فقدان النظام لتوازنه واستنزافه في مواجهات متكررة تفتُّ في عضده، وتوهن معنويات جنوده.
وعندما سقطت القصير لم تسقط لوحدها، بل صاحَبَهَا سقوطٌ مدوٍّ لحزب الله.. ذلك الحزب الذي طالما أدرك اللبنانيون بمختلف هوياتهم صبغته الصفراء، وكان آخر مَن أدركها منهم إخواننا السنّة الذين واجهوا قبحه الطائفي في السابع من مايو عام 2008م، عندما اجتاح مقاتلوه مدينة بيروت، ومع ذلك فلقد ظل بعض العرب والمسلمين يحاولون أن يتجاوزوا العقدة المذهبية، وأن يحفظوا لحزب الله إنجازه في تحرير الجنوب اللبناني.. حتى جاءت القصير، وفيها سقطت كلُّ الأقنعة، وظهرت النوايا الخفيّة، واتّضح أن حزب الله لا يعدو كونه امتدادًا لمشروع قومي طائفي عنصري بغيض، يسعى إلى السيطرة على مقدرات المنطقة وتوجيهها في خدمة أهداف عقدية ضيّقة.
لقد كان سقوط حزب الله مدوِّيًا لدرجة أن عالِمًا جليلًا كالشيخ يوسف القرضاوي قد أعلن عن عودته إلى الحق، واعتذاره لعلماء المملكة العربية السعودية عن مخالفته إيّاهم في تقديرهم المبكّر، وإدراكهم المتبصّر لحقيقة حزب الله وأهدافه ونواياه، ممّا حدا بسماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن يرد على الشيخ القرضاوي ردًّا كريمًا قال فيه:
"إنّنا بهذه المناسبة لنشكر لفضيلته هذا الموقف الذي ليس غريبًا منه، إذ إنه يذكّر بمواقف كبار العلماء عبر التاريخ في رجوعهم إلى الحق متى ما استبانوا الموقف الراشد، كما أننا بهذه المناسبة لنشدُّ على يد فضيلته داعين علماء العالم الإسلامي كافة إلى التآزر والتعاضد والتعاون في لحظة تاريخية حرجة للأمة الإسلامية، تستدعي من الجميع صفاء القلوب، والتعاون على كل ما يضمن لهذه الأمة وحدتها وقوتها".
ما أحرانا جميعًا أن نستجيب لدعوة شيخنا الجليل، وأن نسعى إلى صفاء القلوب من ناحية، وإلى وضوح الرؤية من ناحية أخرى حتى نحافظ على إيماننا، ولا نُلدغ من جحر حزب الله مرّتين!!