الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سقوط المزيد من الضحايا الأطفال بقصف الحلف الروسي – السوري… و100 ألف سوري في العراء

سقوط المزيد من الضحايا الأطفال بقصف الحلف الروسي – السوري… و100 ألف سوري في العراء

18.12.2019
هبة محمد



القدس العربي
الثلاثاء 17/12/2019
دمشق – "القدس العربي": تتواصل محاولات قوات النظام السوري المتكررة الساعية لاختراق جبهات محافظة إدلب ومحيطها مدعومة جواً وبراً من روسيا وإيران، بالتزامن مع تصعيد عنيف على معظم مدن وبلدات المنطقة التي يفترض أنها مشمولة باتفاق خفض التصعيد، أنتج 97 ألف نازح مشرد في الخيام التي تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة، خلال الشهرين الأخيرين، ويواجه ساكنوها مشقة في توفير قوت يوم واحد، وسط عواصف مطرية وثلجية.
ويحاول النظام السوري السيطرة على ريف معرة النعمان الشرقي في محور تل الصرمان حيث تتمركز نقطة المراقبة التركية، إذ تصب قوات النظامين السوري والروسي، جام قنابلهما على تلك المنطقة التي استُهدفت أمس بنحو 30 غارة وبرميلاً متفجراً متسببة بسقوط قتلى وجرحى.
كما تصر موسكو على فرض واقع جديد في الميدان، بهدف تحقيق مطالبها في إقامة منطقة عازلة في محيط إدلب بما يتناسب مع شروطها، وذلك بالتوازي مع تحقيق انتشار مؤثر وفاعل لقواتها في منطقة شرق الفرات، شمال شرقي سوريا، عبر إخضاعها لإدارة ورقابة مشتركة مع تركيا تعزز من نفوذها على حساب الأخيرة.
المرصد السوري لحقوق الانسان، وثق الاثنين، 45 ضربة جوية استهدفت منطقة خفض التصعيد، أكثر من نصفها طال المنطقة المحيطة بمعرة النعمان، وذكر المرصد ان القصف خلف مزيداً من الخسائر البشرية جراء القصف الجوي الروسي على محافظة إدلب، حيث قتل طفل وطفلة شقيقان نتيجة الغارات التي نفذتها طائرات الضامن الروسي على أطراف مدينة بنش في ريف إدلب، كما تسبب القصف بإصابة بقية أفراد العائلة بجراح متفاوتة.
 
40 مخيماً للنازحين تواجه مأساة إنسانية تحت وطأة العواصف الثلجية في إدلب
 
من جهته قال مدير الدفاع المدني السوري إن طفلين قتلا وأصيب خمسة بينهم طفل وامرأة، صباح الاثنين جراء ست غارات جوية للطيران الحربي الروسي، استهدفت منطقتهم ومخيماً للنازحين على الأطراف الجنوبية لمدينة بنش شرقي إدلب.
وفنّد المرصد عدد الغارات التي استهدفت المنطقة مبيناً ان 18 غارة نفذتها الطائرات الحربية الروسية على كل من حران والرفة وأطراف معصران ومحيط بنش وأطراف مدينة إدلب الشرقية، وبلدة جزرايا بريف حلب الجنوبي، فيما ارتفع عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في الحراكي ومحيط دير الشرقي وأطراف الصرمان ومعصران والغدقة وأبو دفنة وجرجناز ومعرشمارين وأبو مكي بريف معرة النعمان الشرقي، ومحور كبانة بجبل الأكرد، إلى 45 برميلاً متفجراً.
 
100 ألف في العراء
 
وفي الوقت الذي يكثف فيه الحلف السوري – الروسي القصف على ادلب ومحيطها المكتظة بالمدنيين، تتفاقم مأساة النزوح والتشرد، حيث ناشد فريق "منسقو استجابة سوريا"، كونهم المعنيين الأساسين بتلبية حاجات الأهالي جميع المنظمات والهيئات الإنسانية للعمل على الاستجابة العاجلة والفورية للنازحين من مختلف المناطق في الشمال السوري.
وكشف الفريق، أن المخيمات المتضررة من العواصف المطرية، وصل عددها إلى أكثر من 41 مخيماً يقطنها أكثر من 5791 عائلة، مشيراً إلى أن أعداد النازحين الخارجين من مناطق ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، خلال الفترة الواقعة بين الأول من تشرين الثاني وحتى السادس عشر من كانون الأول تجاوز 17 ألف عائلة أي ما يفوق 97 ألف نسمة.
وطالب الفريق في بيانه المنظمات والهيئات الإنسانية كافة العمل على الاستجابة العاجلة والفورية للنازحين من مختلف المناطق، ودعوا جميع الفعاليات الإنسانية وشركائهم إلى الإسراع في الاستجابة العاجلة لحركة النازحين في المناطق التي استقروا بها، داعياً المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين في محافظة إدلب.
وناشد الفريق الجهات الدولية المعنية بالشأن السوري كافة التدخل بشكل مباشر لإيقاف تلك الأعمال العدائية التي تستهدف المدنيين في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها، حيث يسعى "منسقو استجابة سوريا" من خلال فرقه الميدانية العاملة على الأرض إلى توثيق الاحتياجات الإنسانية للنازحين والمساهمة مع الجهات الأخرى في توثيق الجرائم والانتهاكات بحق السكان المدنيين في مناطق شمال غرب سوريا.
 
معاناة الاهالي
 
وخرج الفرن الآلي لبلدة معرشورين في ريف إدلب الجنوبي، أمس عن الخدمة جراء قصف بالبراميل المتفجرة من قبل طائرات النظام المروحية، وقالت مصادر محلية ان الطائرات المروحية قصفت بعدد من البراميل المتفجرة البلدة الواقعة شرق مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، واسفر ذلك عن خروج الفرن الآلي للبلدة عن الخدمة عقب تدمير جزء منه واحتراق الفرن بشكل كامل. وحسب المصدر، فإن الفرن يقدم الخبز بشكل يومي لما يقارب 15 ألف نسمة في البلدة، ويعمل به أكثر من 25 عاملاً يعيلون أسرهم.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اكدت أن نظام الأسد هو المسؤول عن استهداف مخيمات النازحين في ريف إدلب، معتمدةً على روايات شهود العيان، ومعاينة الصور الخاصة والعامة التي نشرت على شبكة الانترنت. وقالت الشبكة في تقريرها الأخير أن النظام ورعاته مسؤولون عن استهداف ما لا يقل عن 79 هجوماً على مخيمات للنازحين خلال ثماني سنوات.
واعتبر عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عبد المجيد بركات، أن نظام الأسد ورعاته يشكلون تهديداً دائماً للمدنيين في المناطق المحررة، واعتبر أن ذلك عمل ممنهج يرمي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في تلك المناطق، وهو ما يشكل حركة لجوء إلى الدول المجاورة بشكل دائم.
وأضاف بركات أن المواقف الرخوة للمجتمع الدولي، هي التي تسببت باستمرار النظام ورعاته بارتكاب الجرائم بحق المدنيين، ولفت إلى أن هذه الجرائم لا يمكن لها أن تمر دون محاسبة وخاصة أنها استهدفت مناطق مدنية خالصة تحوي نازحين فقط، ولا يوجد فيها أي مقرات عسكرية، كما أشار إلى أهمية أن تقوم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بحفظ هذه التقارير الحقوقية وضمها إلى مئات الآلاف من الوثائق التي تفضح نظام الأسد وتؤكد ارتكابه جرائم حرب مشينة بحق المدنيين في مختلف المناطق السورية.