اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ سلوك البشر: بين المشاعر والمظاهر!
سلوك البشر: بين المشاعر والمظاهر!
23.04.2020
عبدالله عيسى السلامة
البشر لهم الظاهر، والله يتولّى السرائر! وهذا من أسرار الله في خلقه ، ومن نعمه عليهم ؛ إذ لايعرف أحد مكنونات الصدور ، لدى البشر، غير الله !
الحديث ، عن قوّة المشاعر وضعفها ، ممكن .. لكنّ وصفَها مستحيل ؛ إذ تعجز وسائل التعبير الإنساني ، عن وصف المشاعر، بل تصف مظاهرها ! وعباقرةُ العصور، في الأدب والفنّ - الرسم والنحت ، والتصوير والتمثيل .. وسواها - يقفون عاجزين، عن وصف المشاعر البشرية ؛ فسائر وسائل التعبير البشرية ، عجزت ، عبر العصور، عن وصف شعور واحد ، على حقيقته ! والإنسان ، نفسه ، عاجز عن وصف مشاعره ، كما يحسّ بها ! ويعبّر عنها بكلمات ، مثل : أنا جائع .. أنا متألم .. أنا أحبّ كذا .. أنا أكره كذا ..أنا شديد الإحساس بالظمأ..! أما حقيقة هذه المشاعر، كما يشعر بها أصحابها ، فسرّ، لايعلمه إلاّ الله !
أراد نحّات ، تصوير المشاعر البشرية ، فعذّب عبداً ، وطفق يرسمه ، وهو يتألم ، فوصف ، عبر أدوات النحت ، ظاهر حركات الجسد ، دون أن يمتلك القدرة ، على وصف مايحسّ به المتألم ، من مشاعر!
الكثيرون يكتمون غيظهم ، ويبتسمون ، أو يقهقهون ، وهم يتآمرون ، على من يضحكون معه ، دون أن يَظهر شيء ، من مشاعرهم ، ودون أن تكون ، لدى أحد، قدرة على معرفة المشاعر، إلاّ من خلال حركات الجسد ، أو بعض السلوكات ، المُنبئة ، عن حقيقة الشعور الإنساني ! ولقد قال الله ، لنبيّه ، عن المنافقين ، الذين يتظاهرون بالإسلام، ويبطنون الكفر: ( ولتَعرفنّهم في لحن القول..).
ومن حكمة الله ، أنه انفرد ، بعلم ماتكنّه الصدور! فلو علم طغاةُ البشر، حقائق المشاعر، التي تخفيها القلوب ، لعبثوا بمصائر الناس ، ولتغيّر وجه الحياة ! وكم حاولوا ، وما زالوا يحاولون .. وكم أخفقوا ، وما زالوا يخفقون !
ولو علم الناس ، بعضُهم مشاعرَ بعض ، وما تخفيه الصدور، من :حبّ وحقد وحسد، وإكبار وإعجاب واحتقار، ونيّات مبيّتة .. لتغيّر وجهُ العالم !
أسامة بن زيد ، قتل رجلاً أعلن إسلامه ، واستنكر النبيّ قتله ، بعد أن نطق بالشهادتين ، فقال أسامة: إنّما قالها خوفاً من القتل! فقال النبيّ: هلاّ شَققتَ عن قلبه!
عمّار بن ياسر، عذّبه المشركون ، فقال كلمة ترضيهم ، فيها كفر، فتركوه .. فشكا عجزه ، عن تحمّل الألم ، للنبيّ ، فسأله عن قلبه ، فأخبره بأنه مطمئنّ بالإيمان ! فقال له النبيّ : فإن عادوا فعُد ! ونزل قرآن ، يُقرّ عمل عمّار!
سئل غلام ، من سكّان المخيّمات العشوائية ، عمّا يحلم ، أن يكونه في المستقبل ! فقال ، ببراءة : إنه يحلم ، بأن يأكل كباباً ! فهل يستطيع أحد من البشر، ان يعرف مشاعر هذا الغلام ، على حقيقتها ، أو مشاعر أهله الجياع ، المرتجفين ، من الخوف والبرد، والذين يعانون ، من قسوة آلام التشرّد والمرض، ومن الإحساسات الطاغية، بالضياع ، وبانتظار المجاهيل ، التي يتوقّعون فيها ، سائر أنواع الهلاك ؟
وإذا كانت معرفة هذه المشاعر مستحيلة ، فالتخفيف منها ممكن ، عبر المساعدات المادّية ، وعبر إظهار التعاطف الإنساني الصادق النبيل ، معها !