الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سماء سوريا تمطر موتا

سماء سوريا تمطر موتا

05.05.2014
سمير الحجاوي


الشرق القطرية
الاحد 4/5/2014
في سوريا يحيط الموت بالسوريين من كل جانب، فمن لم يتم بالقصف والقذائف، مات جوعا أو عطشا، أو قتل حصارا وخنقا، فلا قطرة ماء ولا لقمة غذاء ولا حبة دواء، فالنظام الذي يتسلط على سوريا هو الأعنف في التاريخ ضد شعب يحكمه، فلم يسبق أن قتل نظام في العالم "شعبه" بالطريقة التي يفعلها نظام الأسد الإرهابي.
الانحدار الأخلاقي لنظام الأسد لا حدود له، فهو استخدم الأسلحة الكيماوية ضد الأبرياء العزل وارتكب مجازر يندى لها جبين الإنسانية، وحول الأطفال إلى أكوام من الجثث الهامدة.
هذا النظام المنحط أخلاقيا يلجأ إلى أكثر الأساليب خسة لقتل الشعب السوري، وأكثرها فتكا وعشوائية، فهو يمطر المدن والأحياء والشوارع والحقول والمدارس والمستشفيات بالبراميل المتفجرة التي حصدت حتى الآن ما يزيد على 27 ألف سوري، ويكفي أنه قتل في حلب 600 شخص في أقل من أسبوعين، ويقصف مدرسة ويقتل طلابا صغارا على مقاعد الدراسة وهم في ربيع العمر.
هذه البراميل المتفجرة التي تسقطها طائرات الأسد الإرهابي بطريقة عشوائية هدفها هو حصد أكبر عدد من الأرواح، واستهداف مناطق سكنية ومساجد ومجمعات للحافلات ومحطات للنقل ومعاهد تعليمية ومخابز حيث أثبتت التقارير الميدانية أن 97% من الضحايا هم من المدنيين.
هذه الإحصاءات السورية والدولية الموثقة تثبت أن البراميل المتفجرة تقتل 36 طفلا يوميا على الأقل في سوريا لتساهم في رفع عدد الأطفال الذين قتلوا منذ بداية الثورة إلى أكثر من 11 ألف طفل حسب تقرير أصدرته مجموعة "أكسفورد للأبحاث"، وهذا يعني أننا إزاء مجزرة حقيقية تزهق فيها الأرواح يوميا دون أن يسأل أحد لماذا يقتل هؤلاء الأطفال؟
استخدام هذا النوع من القتل العشوائي بواسطة البراميل المتفجرة "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وعمل إرهابي" لأن الهدف هو الترويع والقتل العشوائي للمدنيين وانتهاك القانون الإنساني الدولي، فلماذا لا تتحرك المؤسسات الدولية لمحاكمة الأسد وأركان نظامه بتهمة الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية؟ ولماذا تصمت المؤسسات الحقوقية؟ ولماذا لا تتحرك المحكمة الجنائية الدولية؟ السبب بسيط لأن كل هذه المؤسسات تتحرك لدوافع سياسية لا قانونية ولا أخلاقية، والدول الكبرى التي تتحكم بها تعيد تعريف الحق والعدل بطريقة تخدم مصالحها، مما يشكل انهيارا للضمير الإنساني وأخلاقياته ومبادئه السامية وحول هذه القيم إلى سلع تباع وتشترى وتستهلك حسب امتلاك القوة.
من العار على الإنسانية أن تترك إرهابيا حاقدا مثل الأسد يمطر المدنيين الأبرياء بالموت الأسود والدمار دون أن يتحرك لوقف ذلك، وعار على البشرية أن يترك هذا الإرهابي المجرم المنفلت من عقاله ليحول الأطفال إلى وجبة يومية من اللحوم البشرية المشوية بالمتفجرات والنار والمطبوخة بدماء براعم لم تتفتح عيونهم إلا على الموت الذي يحصدهم من كل مكان.