الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سمعة مخيم الزعتري

سمعة مخيم الزعتري

28.05.2014
د.باسم الطويسي



الغد الاردنية
الثلاثاء 27/5/2014
رغم أن مخيم الزعتري الذي يضم أكثر من 100 ألف لاجئ سوري، ليس المخيم الوحيد للاجئين السوريين في الأردن، بل هو واحد من ستة مخيمات، إلا أنه أقدمها وأشهرها وللأسف، الأسوأ سمعة. وعلى الرغم من أيامه القاسية، أصبح المخيم مزارا ومقصدا للقادة والسياسيين ورموز المجتمع الدولي، ورجال أعمال وفنانين ونجوم سينما، وكذلك مكانا لعقد المؤتمرات والاجتماعات.
الحديث عن مخيم فيه نحو 23 ألف كرفان، و2000 خيمة؛ وفيه بشر يتكدسون فوق بعضهم بعضا، وآلاف من قصص ومآسي صامتة، وفصول مكبوتة من الفواجع والأيام الطويلة. هو ليس قصة وادعة من الأحلام والآمال، بل بكل بساطة هذا مخيم لاجئين؛ أي مكان خطأ سيكون مملوءا بالأخطاء. لذا، وبكل بساطة أيضا، له مشكلاته وشجونه اليومية. لكن غير المفهوم هذه القصص التي لا تنتهي عن الأمراض الاجتماعية، وعن العنف والسلوك غير الشرعي اللذين يسودان المخيم.
نفهم المشكلات الناتجة عن اللجوء. إذ أدى الاكتظاظ إلى انتشار الأمراض الوبائية، مثل الكبد الوبائي والسل والإيدز والإسهال المائي والجرب، وظاهرة التجارة بالممنوعات، والزواج غير الشرعي بين اللاجئين، والعنف والفوضى. لكن نحن بحاجة إلى جهد إعلامي مهني لم تقم به وسائل إعلامنا، للكشف عن حقيقة ما يحدث في المخيم.
أصبحت قصص التحرش الجنسي بالفتيات، أو الإتجار بالنساء، أو أشكال وفنون الزواج غير الشرعي، أو أعمال العنف ضد الأطفال والنساء، وحتى الإتجار بالممنوعات، والفوضى الأمنية وأعمال الشغب في المخيم.. مادة رائجة في مواد الرأي في الصحافة العربية، وموضوعا سهلا لتقارير إخبارية مسلوقة وسريعة. ولا أحد يستطيع أن ينفي هذه السمعة، ولا القول أنّ ما يقدم يرتقي إلى مستوى الوقائع التي يمكن أن تعمم. كل ما يمكن أن يقال هو أن ملف سمعة المخيم لم يشتغل عليه بشكل مهني.
ففي تقرير لوكالة "إيرن"، كتبه اندرس هاكل، ثمة وصف لأنماط القيادات المحلية والفتوات في المخيم الذين يمارسون استعراضات القوة يوميا، وأنماط للتجارة الغريبة وغير الشرعية. فعلى سبيل المثال يذكر أنه "شيد بعض اللاجئين لأنفسهم "قصوراً" عن طريق تجميع عدة حاويات مسبقة التصنيع. بل إن أحدهم افتتح مسبحاً مرتجلاً وفرض رسوم دخول إليه".
لا أحد ينكر كل ما يقال، ولكن السمعة السيئة تطال الجميع، وتنال حتى البلد المضيف. ويدفع اللاجئ ثمن اللجوء مرات ومرات، لكن أقساها ذلك الثمن الذي يدفعه أبرياء من كرامتهم وسمعتهم.