الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سنوات الحرب الأمريكية الطويلة ضد داعش؟

سنوات الحرب الأمريكية الطويلة ضد داعش؟

20.11.2014
داود البصري



الشرق القطرية
الاربعاء 19-11-2014
في تصريح ملفت للنظر وله دلالاته و معانيه الإستراتيجية ، أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي بأن الحرب ضد الجماعات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) قد تستمر لسنوات طويلة!! دون أن يحدد أي معالم و آفاق لكيفية الإنتصار و الإكتفاء بدعوة الحكومة العراقية لضبط إيقاعات تفاهم مذهبي داخلي يمكن أن يؤدي للإنتصار على التطرف وهزيمته! ، وقد تناسى الجنرال الأمريكي حقيقة كون التطرف ليس مرتبطا بجهة واحدة أو إتجاه منفرد! بل أنه يضم أيضا أطرافا تقود الحكومة العراقية ذاتها اليوم وهي متحالفة مع الجهد العسكري الأمريكي أيضا لأسباب مصلحية آنية بحتة رغم إمتلاكها لفكر ورؤية و منهج مستقبلي لا يختلف عن ( داعش )!! إنها ( ماعش )!! أي الميليشيات الطائفية التكفيرية التي تمارس الإرهاب العلني في شوارع العراق وتقوم بقتل أهل السنة بدم بارد و إدارة المجازر الطائفية بحرفنة كما فعلوا مع المصلين في مسجد مصعب بن عمير في ديالى في أغسطس الماضي؟ وحيث نفذت تلك الجريمة عصابة طائفية تابعة لميليشيات ( عصائب أهل الحق ) التي يقودها الشيخ قيس الخزعلي ومرجعيتها السياسية و الفقهية إيرانية بحتة وتم تهريب المتورطين بقتل المصلين لإيران للإختفاء هناك أسوة بما تم سابقا مع الإرهابي الطائفي إسماعيل اللامي المعروف بأبي درع الذي أعدم المئات من أهل السنة على الهوية في بغداد ثم هرب لإيران وعاد مؤخرا . ألا يعلم الجنرال ديمبسي والمخابرات الأميركية أيضا بأن العصائب لا تختلف عن داعش ؟ وأنها أيضا حليف اليوم للولايات المتحدة حيث تتحرك تحت الحماية الجوية الأمريكية!! وكذلك الحال مع عصابة بدر المهيمنة على وزارة الداخلية وعصابة كتائب حزب الله التي يقودها الإرهابي الدولي المطلوب أمريكيا و كويتيا أبو مهدي المهندس ( جمال جعفر إبراهيمي )! وجميع تلك التنظيمات الشيعية المتطرفة و الأقوى تسليحا من داعش تخضع للقيادة المركزية في فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني بقيادة السردار قاسم سليماني الذي يدير العمليات الميدانية تحت غطاء الحماية الجوية الأمريكية ؟ كيف يريد الجنرال الأمريكي القضاء على التطرف المزعوم بينما المتطرفون يسرحون ويمرحون و يقتلون و يسرقون و ينهبون بسيارات و أدوات و أسلحة الحكومة العراقية ذاتها التي تبدو منشرحة و مرتاحة لتجاوزات أهل عصابة ( ماعش ) من المفسدين في الأرض و الموطئين لعصر الهيمنة الإيرانية المطلقة على العراق ؟ ثم ما حكاية السنوات الطويلة التي تستهلكها و تحتاجها تلك الحرب كما قال ديمبسي ؟ ومن يمول تلك الحرب ومن أين تستقطع أموال التسلح و التجهيز و بقية الشؤون اللوجستية ؟ وما أثرها على المجتمع العراقي الذي ستتوقف فيه كل خطط التنمية من اجل إدارة حرب شبحية غير مرئية تسببت بها أصلا السياسات الطائفية ومأساة التحاصص الطائفي البغيضة و الإبتعاد عن خيار الدولة الوطنية من أجل الكانتونات الطائفية المريضة ؟ ، أليس من الأفضل العمل أولا على تفكيك تلك الدولة الطائفية المفككة و بناء عملية سياسية وطنية تأخذ بنظر الإعتبار الهم الوطني بعيدا عن الإنحياز الطائفي المدمر ، وملاحقة و متابعة كل التنظيمات الإرهابية من أي طرف جاءت و ليس إستخدام التخادم و التفاهمات السرية مع النظام الإيراني لتمرير مخططات تدمر الشعب العراقي ولا تقضي على الإرهاب والتطرف بل تدعمه!!.. تصريحات الجنرال الأمريكي مرعبة للغاية على صعيد بناء المستقبل لأنها تنذر بتحويل العراق لساحة حرب و لمنطقة قتل ضد فئة واحدة ممن يشار لها بالإرهاب بينما تترك الجماعات الأخرى حرة طليقة رغم إرهابها الواضح!! وذلك بالضبط ما سيجعل المعركة ضد الإرهاب و التطرف في العراق فاشلة شكلا و موضوعا!! ، فإما أن تكون الحلول شاملة جامعة مانعة أو لا تكون ؟ ويبدو أن جنرالات البنتاغون ليسوا معنيين بالسلم الأهلي قدر إهتمامهم بتصريف السلاح الفائض! وتلك هي المشكلة والمعضلة.. والمأساة!.