الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "سوتشي" وعقدة الأكراد

"سوتشي" وعقدة الأكراد

05.11.2017
يونس السيد


الخليج
السبت 4/11/2017
مجدداً تظهر العقدة الكردية في دعوة موسكو إلى عقد "مؤتمر الحوار السوري" في منتجع سوتشي، كما لو أن الأكراد تحولوا إلى عائق جداري أمام التسويات التي يراد فرضها في المنطقة، على الرغم من أن الجميع من أمريكيين وروس وعرب كان يخطب ود الأكراد من أجل توظيفهم في محاربة الإرهاب، فلماذا يتم الإصرار من قبل جهات معينة على استبعادهم من المشاركة في حلول أزمات المنطقة؟.
قد يكون طموح الأكراد في إقامة كيان خاص بهم على رأس الأسباب التي تدفع باتجاه استبعادهم وربما محاربتهم في نهاية الأمر، كون هذا الطموح يتعارض مع مصالح كل الدول الإقليمية المحيطة بهم. إذ ليست المرة الأولى التي يتم فيها دعوة الأكراد للمشاركة في مؤتمرات حوارية أو دولية، لكنها كانت تفشل، غير أن موافقة الأكراد السوريين على الحضور، هذه المرة، قد يزيد من حراجة موسكو.
من الواضح أن موسكو التي انتهجت طريقاً مختلفاً عن "مؤتمر جنيف" الذي ترعاه الأمم المتحدة، وتمكنت من شق طريق "محادثات أستانة" برعاة مختلفين تفرقهم التناقضات أكثر مما تجمعهم، كانت تراهن على تحقيق إنجازات على الأرض بدلاً من الجدل البيزنطي في جنيف. وقد نجحت موسكو مع شركائها الجدد في إقامة مناطق "خفض التوتر"، لكن التناقضات بين الرعاة، وهم روسيا وتركيا وإيران، بقيت على حالها، إذ إن كلاً منهم يريد توظيف "خفض التوتر" وفقاً لمصالحه الخاصة، فروسيا المعنية بتعزيز سيطرة حليفها النظام السوري، سعت لاستثمار هذه المناطق وإجراء مصالحات مناطقية، بهدف جمع كل الإطراف على مائدة الحوار والتوصل إلى حل سياسي للأزمة، فيما إيران لديها برنامج مختلف يسعى إلى تشكيل "محور" يمتد من طهران وحتى جنوب لبنان مروراً ببغداد ودمشق، بينما كل ما يهم أنقرة هو استثمار "أستانة" لمنع إقامة أي كيان كردي على حدودها الجنوبية أو تمدد وحدات حماية الشعب الكردية على الجانب الغربي من نهر الفرات، أو منح الأكراد أي صفة تمثيلية، حتى أنها أقامت منطقة "خفض التوتر" في إدلب بالتنسيق مع "جبهة النصرة" المصنفة إرهابية والتي يفترض أن تقوم بمحاربتها.
ولا يتوقف الأمر عند الأكراد، فهناك تيارات رئيسية في المعارضة السورية "الائتلاف الوطني" و"الهيئة العليا للمفاوضات" أعلنت رفضها المشاركة في أية مؤتمرات خارج "مؤتمر جنيف" ورعاية الأمم المتحدة، فهل تستطيع موسكو تذليل كل هذه العقبات لإنجاح "مؤتمر سوتشي"، أم أن كل هذه العقبات ستظل رهينة بما يفرزه الصراع في الميدان وعلى الأرض.