الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. أزمةٌ تستجدي الحلول

سوريا.. أزمةٌ تستجدي الحلول

25.07.2013
رأي البيان

البيان
الخميس 25/7/2013
ما يفوق 100 ألف قتيل ضحايا العنف في سوريا والعالم لا يزال على حاله «واقفٌ يتفرج»، فلا هو سرّع من مساعي حل سياسي ظلّ يبشّر به منذ زمان عبر عقد مؤتمر «جنيف 2» لجمع الثوار ونظام الأسد على طاولة واحدة، لنزع فتيل الأزمة التي لا تزال تجسيداً صارخاً للعجز والحيرة الدوليين، ولا هو من الجهة المقابلة سلّح الثوار ممثلين في الجيش السوري الحر بما يحتاجون من تسليح عال ليتمكّنوا من الصمود على الأرض.
عملياً تبدو أفق التوصّل إلى حل سياسي بعيدة المنال، أمرٌ عبّر عنه خبراء ومراقبون ومسؤولون دوليون عن الملف نفسه، السبب ربما يكمن في تعنّت الجهات التي ما زالت لا ترى في الثوار غير إرهابيين وجماعات مسلحة متطرّفة مُنكرة أن ثورة هبّت تطالب بالحرية والكرامة الإنسانيتين، وما تقوم به طائرات النظام من قصف للقرى والمدن في مطاردة مستمرة لفرق المعارضة المسلحة يؤكّد ذلك بوضوح.
وبما أنّ الحل السياسي للأزمة متعذّر، حيث إن قوى المعارضة لا تريد أن تذهب إلى طاولة الحوار في جنيف وهي في موقف ضعيف، بل تريد أن تجلس للحوار ومعها أوراق ضغط قوية على الأرض. ولهذا يبدو في رأي الكثيرين خيار التسليح للمعارضة هو الأنسب في ظل هذه المرحلة، وقد يبدو التخوّف الغربي من وصول الأسلحة إلى الجماعات المتطرّفة على غرار جبهة النصرة ودولة العراق والشام غير منطقي لمنع الشعب السوري من الدفاع عن ثورته التي دفع ثمنها من دمه، إذ يمكن للجهات الغربية أن تأخذ ضمانات من الجيش السوري الحر بعدم وصول الأسلحة إلى الأيدي الخطأ، وهو الأمر الذي لم يضن به قادة الحر العسكريون.
يبدو نزع فتيل الأزمة في سوريا وعودة الأمن إلى السوريين حاجة ملحّة وشرطاً لازماً تقع مسؤولية تحقيقه على عديد أطراف، على رأسهم المجتمع الدولي بما يملك من آليات لوقف حرب ضروس بدأ شررها يتطاير إلى الجوار.