الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. أزمة بلا حلول

سوريا.. أزمة بلا حلول

11.11.2013
رأي البيان


البيان
الاحد 10/11/2013
"متاهة" لا مخرج، أبلغ وصف يمكن إطلاقه على صورة المشهد في سوريا، تعقيد وتشابك كبيرين تبدو معهما ضفاف الحلول، سياسية منها كانت أو عسكرية، بعيدة عن مرسى سفينة أثقلها العجز والشلل الإقليمي والدولي مجتمعين، فلم يخرج إلى حيز الوجود إلّا صمت مطبق على دماء تراق كل دقيقة في سوريا ومدنيون أقصى مطامحهم العبور إلى دول الجوار أحياء رغم ما ينتظرهم هناك من عذابات اللجوء ..
ومقتضياته المريرة، على الرغم من الجهود التي تبذل هنا وهناك من أجل التئام شمل نظام الأسد والمعارضة في مؤتمر "جنيف 2"، جهود ربما تذهب أدراج الرياح في ظل تمسّك النظام السوري ببقاء الأسد وتمرّده على تنفيذ مقرّرات "جنيف 1"، والمعارضة التي يبدو أنّها زهدت في المؤتمر الذي لا ترى فيه ملبياً ولو للحد الأدنى من مطالب وطموحات الشعب السوري.
عملياً، لا تبدو في الأفق بوادر حلول سياسية، إذ إنّ النظام السوري قطع كل خيط ولو رفيع للوصول إليه عبر قصف يطال كل شيء أسقط وفقاً لإحصائيات أولية فوق الــ 130 ألف قتيل ولا يزال يحصد، وهجّر ما قد يلامس حدود 3 ملايين لاجئ.
لعل الطرفين الدوليين الرئيسيين في الأزمة السورية أميركا وروسيا خرج كلٌ منهما بمبتغاه من اتفاقهما الأخير بشأن الأسلحة الكيماوية السورية، إذ ضمنت الولايات المتحدة تدمير سلاح طالما شغل بالها وأراحت بال الحليف الإسرائيلي، فيما ضمن الروسيون بقاء الحليف السوري بعيداً عن أي عمل عسكري أميركي، فيما بقي الشعب السوري الخاسر الأكبر في هذه المعادلة الحسابية التي تقاس فيها الأمور بمنطق الربح والخسارة السياسية دون وضع أي اعتبار للجوانب الإنسانية.
من صورة المشهد القاتمة لا يبدو في الأفق حل سياسي ولا حل عسكري كذلك، ما يؤشّر إلى استمرار سيناريو الدماء إلى أن يصحو ضمير العالم الغارق في نوم عميق.