الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا استمرار معاناة المحاصرين

سوريا استمرار معاناة المحاصرين

13.01.2016
ميسرة بكور



القدس العربي
الثلاثاء 12/1/2016
نتيجة تغييب تطبيق قرارات مجلس الأمن بين ترحيب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية، وما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية .تستمر معاناة الأهالي في بلدات مضايا والزبداني ومعضمية الشام بسبب الجوع الناجم عن الحصار الذي تفرضه ميليشيا حزب الله اللبناني على المنطقة وما فيها من حجر وبشر.
بكل سذاجة الكون يفتح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية مزاداً يقول فيه وافقت على السماح بوصول المساعدات إلى مضايا في ريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب المواليتين لنظام بشار السد وايران.
وأعلن المكتب الإنساني لتابع للأمم المتحدة ترحيبه وسروره بهذه الاستجابة من قبل "الحكومة السورية .. ." وتستمر تقارير المنظمات الحقوقية والمؤسسات الطبية في اصدار تقاريرها المروعة التي أفادت أن قرابة خمسين حالة إغماء بسبب نقص التغذية تصل يوميا إلى المراكز الطبية، في حين بلغ عدد الوفيات " 23" والحبل على الجرار.
هنا علينا أن نطرح سؤالا عريضا حول ترحيب الأمم المتحدة بموافقة نظام الأسد، ومن ثم سؤالا آخر لماذا تتسول الأمم المتحدة وتستجدي حكومة الأسد في الموافقة على ادخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين في مدن وبلدات سوريا وما أكثرهم .
قد يتبجح أحدهم بالقول أن المنظمة الدولية لا يمكنها القيام بأنشطة على أراضي إحدى دولها الأعضاء إلا بموافقة حكومة هذه الدولة. هنا نقطع الطريق عليه ونذكره بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة "2139 والقرار، 2165"الذي يجيز للأمم المتحدة التحرك من دون موافقة الحكومة" المعنية.
ونزيدكم من الشعر بيتا ووفقا للمادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة "يتعهد جميع أعضاء الأمم المتحدة بقبول قرارات مجلس الأمن وتنفيذها .
ترى ألم يسمع مكتب الأمم المتحدة الإنساني بهذا القرار رقم 2165 الخاص بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر أربع نقاط، اثنتان منها في تركيا (باب السلام وباب الهوا) وواحدة في العراق (اليعروبية) وواحدة في الأردن (الرمثا) ؟
ألم يصرح دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة -طلب عدم الكشف عن اسمه- قال لرويترز "نحن لا نتوقع أي مشاكل كبيرة، من الواضح أن قدرتها "الحكومة السورية "على تعطيل وصول المساعدات محدودة، حيث أنها لا تسيطر على المناطق التي ستتوجه إليها هذه المساعدات". ؟ ومما يزيد الطين بلة ويفتح المجال واسعاً عن حقيقة الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في المأساة السورية التي قاربت على الخمس سنوات .حيث نقلت الأمم المتحدة عن "تقارير موثوقة" أن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون "للقتل" أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو أربعين ألف شخص.
نعيد تذكير الأمم المتحدة ومجلس "قتلها الدولي" بالقرار الصادر عنه "2042" الذي، نص القرار على إرسال بعثة مراقبين عسكريين غير مسلحين، وذلك لمراقبة وقف إطلاق النار على أن لا يتعدى عديدهم الثلاثين مراقبا. كما جاء في القرار أيضاً أن مجلس الأمن يحتفظ لنفسه بحق "اتخاذ أي إجراءات يراها مناسبة" في حال لم يتم تطبيق هذا القرار. يبدو أن مجلس الأمن لم ير أن تعريض ما يزيد عن " 42ألفا" من سكان مضايا للإبادة الجماعية جوعاً أمر ملح لاتخاذ "ما يراه مناسباً"؟.!.
ثم عندما تقر الأمم المتحدة بأن ميليشيا "حزب الله لبناني" هي من تحاصر بلدات ريف دمشق "الزبداني . مضايا . بقين " وغيرها . وقد سبق لها أن أشرفت ورعت اتفاقا بين أحرار الشام "السورية" وميليشيات إيران وحزب الله .
أليس هذا اعترافاً صريحاً بأن هذه الميليشيات المدعومة ايرانياً وروسياً . قد خرقت قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2170 الذي تضمن فرض عقوبات ضد كل من يمول أو يزود بالسلاح الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا وهو أول قرار يتخذه مجلس الأمن حيال الأوضاع في سوريا تحت الفصل السابع من ميثاقه، ما يعني إستخداما للقوة العسكرية في تطبيقه. بالإضافة إلى الطلب من جميع الدول وقف تدفق الإرهابيين الأجانب للإنضمام إلى تنظيم الدولة والنصرة و"غيرهما "ومنع تنقل الإرهابيين أو تجولهم أو عبورهم في أراضيها بالإضافة إلى حث الدول على وقف ومنع تدفق السلاح والأعتدة أو نقلها أو بيعها إلى الجماعات الإرهابية في كل من سوريا والعراق… كل ذلك قد بات عرضةً للمحاسبة الدولية بالقوة.
ألا ترون معي أن الأمم المتحدة وما يتبع لها من مكاتب تبدو، خارج التغطية تماما ومنفصلة عن واقع الحال وأنها تقول أي كلام خبط عشواء تصريحات تتناقض مع ما تم اقراره في مجس الأمن، يأمل مصدرو هذه التصريحات أن يصيبوا بها موقفا يحفظ ماء وجه الأمم المتحدة؟ أم تراهم يظنون أن كلاماً إنسانياً معسولاً، تجعلهم يداعبون عقول المحبطين من شعبنا السوري.
أم المقصود من هذه التصريحات وعبارات الشجب والإدانة والاستنكار التي سئمت الشعوب العربية سماعها إبقاء مشعل الأمم المتحدة متقداً دون أي فعل حقيقي يقف نزيف دمائنا.
-------------
كاتب وباحث سوري