الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. الآن أرض محتلة!!

سوريا.. الآن أرض محتلة!!

28.06.2013
عبدالرحمن عبدالعزيز آل الشيخ

الرياض
الجمعة 28-6-2013

    بهذه العبارة القصيرة اختصر السياسي المحنك الخبير صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية اختصر وصف الوضع الراهن في سوريا الشقيقة بكل صراحة وبدون أي مجاملات وقدم الحقيقة لكل التداعيات والأحداث الراهنة التي تدور رحاها هناك خاصة خلال الأشهر الأخيرة.
وكان هذا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده سموه في جدة مع وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري يوم الثلاثاء الماضي الموافق 25/6/2013م.. وأكد سموه أن المملكة تعتبر أن تدخّل إيران وجماعة حزب الله اللبنانية في الصراع الدائر في سوريا خطير ولا يمكن السكوت عنه، وترى المملكة أنه ينبغي تقديم مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة للدفاع عن أنفسهم، مضيفاً بأنه لا يمكن اعتبار سوريا الآن إلا أرضا محتلة.
سوريا الآن أرض محتلة..
جملة وعبارة تحمل لكل المسلمين والعرب حكاماً وشعوباً الكثير من المعاني والرسائل من أجل سرعة تدارك الوضع هناك وإنقاذ سوريا والشعب السوري الشقيق من ذلك الاحتلال الذي تقوده إيران وحزب الله، والعرب والمسلمين دولاً وشعوباً يفترض أنهم أكثر شعوب العالم معاناة من الاحتلال الأجنبي لبلادهم وأيا كانت صور هذه الاحتلال وأهدافه وآثاره وذلك من واقع التجارب المريرة والقاسية التي عانتها الشعوب العربية والإسلامية من ذلك الاحتلال والاستعمار على مدى عقود زمنية طويلة ماضية.
لكن الاحتلال الإيراني الجديد الذي داهم سوريا اليوم والذي تحدث عنه وصرح به وحذر منه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل يوم الثلاثاء الماضي يجب أن تدرك الشعوب العربية والإسلامية انه اليوم احتلال مختلف عن كل صور الاحتلال والاستعمار السابقة! فهو احتلال طائفي بحت ويحمل أجندة طويلة ومخططات ليس لها نهاية لا قدر الله من حيث الأهداف والغايات والطموحات وحتى في أساليب الاستعمار!
سوريا اليوم أرض محتلة..
كلمات أحضرت الدموع بكل صورها ومعانيها وحرارتها على وجوه كل من سمع هذه الكلمات حزناً وأسى وحسرة على حال الشعب السوري الشقيق وهو اليوم يسير في طريق الاحتلال الجديد.. سوريا اليوم أرض محتلة.. كلمات من المؤمل إن شاء الله أن تدفع بالغيورين والمخلصين إلى تحرك مختلف وإلى عمل سريع لتحرير أرض سوريا وشعب سوريا من هذا الاحتلال الذي حضر لأرض الشام بخطى الطائفية المقيتة.
سوريا الآن أرض محتلة.. كلمات تؤكد الخوف بأن ما يحدث لسوريا اليوم هو صورة مماثلة لما تعرض له العراق الشقيق في عام 2003 م من حرب غامضة تكشفت أهدافها فيما بعد فأدركنا اليوم أن تلك الحرب على العراق ليست إلا مفاتيح منظمة لاحتلال طائفي للعراق؟ رأينا نتائجه وثماره فيما بعد! ولازال هذا الاحتلال الطائفي يرسخ وجوده واحتلاله بطرق خفية ومختلفة وسريعة في أرض العراق يوماً بعد آخر! واليوم انتقل هذه الاحتلال الجديد إلى سوريا قادماً من العراق شرقاً ومن لبنان غرباً.. والخوف كل الخوف أن يستمر هذا الاحتلال لا قدر الله في أرض سوريا وينتقل إلى ماهو أبعد من ذلك!
حول هذه الموضوع الطائفي كان لهذه الزاوية قراءة سابقة في مقال بتاريخ 4/4/2003 م بعنوان (هل ستكون العراق فلسطين أخرى؟) جاء فيه آنذاك ان العراق هي المحطة الحالية لهذا الاحتلال الجديد وغدا محطات أخرى! وبالفعل كانت لبنان المحطة الثانية والآن سوريا وهذا ماحذر منه اليوم الأمير سعود الفيصل..
بالأمس البعيد كنا نبكي على احتلال القدس العزيزة وفلسطين واليوم نتحسر على الاحتلال الطائفي الجديد الذي حل بالعراق ثم بلبنان والان سنندم كثيراً وكثيراً لا قدر الله على الاحتلال الطائفي الجديد إن استمر في سوريا!