الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. الأزمة الإنسانية المنسية

سوريا.. الأزمة الإنسانية المنسية

05.01.2020
رأي الشرق


الشرق القطرية
السبت 4/1/2020
ظلت الأزمة الانسانية الناتجة عن فرار الملايين من سكان سوريا من قصف وسحل وترويع النظام وحلفائه للمدنيين العزل في تصاعد مستمر، ولم تسلم النساء ولا الاطفال الفارون من جحيم الحرب، من بطش قوات النظام. وتكالبت عليهم الآلام من مناخ قاس ونقص في الغذاء، والعالم، باستثناء القليل، يراقب بلا اكتراث أوجاع الاطفال الباحثين عن العلاج والغذاء والمأوى وقبل ذلك الأمان.
بعد سنين من الحوارات المتواصلة مع المجتمع الدولي والضغط بالادوات الدبلوماسية والعسكرية نجحت تركيا التي تستضيف اربعة ملايين لاجئ سوري في وضع لبنات منطقة آمنة على الحدود مع سوريا بهدف توفير فضاء يعيش فيه النازحون في الداخل وضمان العودة الطوعية للاجئين السوريين من تركيا إلى بلادهم مستقبلاً، لكن غارات النظام وحلفائه على السكان في مناطق خفض التصعيد اجبرتهم على النزوح منها باتجاه الحدود التركية. وبالامس دعا الرئيس التركي العالم إلى القيام بواجباته وأن يكون التركيز على الانسان اولا، مستشهدا بعبارة كتبت على جدران مدينة حلب: "لو كان ما يسيل من أطفالنا نفطًا بدل الدم لتدخل العالم فورًا"، قائلاً: "هذه العبارة تشرح بشكل واضح للغاية المأساة الإنسانية في سوريا منذ 9 أعوام، فالجهود المبذولة لحماية آبار النفط لم تبذل من أجل الأطفال الفارين من البراميل المتفجرة للنجاة بأرواحهم".
لقد ظلت دولة قطر ملتزمة بالوقوف الى جانب الشعب السوري منذ اندلاع الازمة من خلال تقديم كافة أشكال الدعم من حزم معونات اغاثية أو برامج تنموية.
ومؤخرا، فاقم التصعيد الجديد حدة الازمة مع تراجع الوضع الانساني في الاجندة الدولية، الامر الذي دفع الأمم المتحدة للتعبير عن قلقها البالغ إزاء اوضاع ملايين المدنيين في إدلب. وكشفت عن احتياج الفارين إلى مساعدة إنسانية عاجلة، وعلى وجه الخصوص بحاجة إلى مأوى وطعام ورعاية صحية ومساعدات غير متعلقة بالغذاء وأخرى مرتبطة بفصل الشتاء، وبرغم النداء الاممي إلا أن الاستجابة ضعيفة وحياة الملايين في خطر حقيقي.
ستظل الازمة السورية وصمة في جبين الانسانية ما لم يتحرك العالم في اتجاه توفير الحماية والاغاثة للمدنيين، وقبل ذلك ممارسة ما يكفي من الضغط للوصول إلى اتفاق سياسي شامل يلبي تطلعات الشعب السوري.