الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا الأسد أم سوريا الوطن بين القطيع والعقول

سوريا الأسد أم سوريا الوطن بين القطيع والعقول

23.07.2016
د. محمد مرعي مرعي


 كلنا شركاء
الخميس 21-7-2016
استطاع حافظ الأسد فرض عبارة ( سوريا الأسد ) على شريحة كبيرة من مكونات الشعب السوري لا سيما ذوي النزعات الطائفية أو الإنتهازية في سوريا ولحق بهم مرتزقة حكمه من لبنانيين وفلسطينيين وغيرهم ، وتحقّق له ذلك باستخدام مختصين في التدجين المجتمعي طيلة 40 عاما من حكمه ووريثه بشار . لكن الذي لم يكن في حساب آل الأسد أن الشعب السوري لم يقبلهم كما كانوا يحلمون بالبقاء للأبد ويتوارثون الحكم أبا عن جد ، بل قلبت ثورة الشعب السوري كل ما بنوه رأسا على عقب وحطمت هيكل وهالة سوريا الأسد .
لقد لعبت إدارتان إجراميتان مفسدتان أدوارالوصول إلى تكريس عبارة (سوريا الأسد) وهما :
1-الإدارة الأمنية العسكرية : التي فرضت إرادتها على كل ما يتعلق بنظام الحكم والمجتمع من جيش وأمن واقتصاد وتعليم وسياسة واعلام وقضاء وتشريعات وغيرها بكافة أنواعها .
2-الإدارة الدينية : التي كرّست فروض الولاء والطاعة والعبودية  المجتمعية والفردية لآل الأسد اتباعا لجزئية من حديث شريف (طاعة أولي الأمر منكم ) وفق دجالي رجال الدين السوريين.
 وهكذا، تمكنت سلطة آل الأسد من شراء ضمائر كثر من السوريين والعرب ومنافقي العالم على حساب ثروات الشعب السوري وأمواله التي سرقوها ، لكن تلك السلطة باستثناء عبيدها ومرتزقتها أصبحت مرفوضة من غالبية الشعب السوري بعد حرب قتل و تدمير وتهجير شاملة حتى لو استقدمت (علنا) كل قوة روسيا بوتين وايران فارس وشيعتها بالعالم ومرتزقة القومجية العربية المأجورين ، و(خفية) قوة أمريكا واسرائيل ونظم حكم العربان على شاكلتها ،فقد انتهت حقبة سوريا الأسد دون رجعة .
 إن سوريا في حالة مخاض عسيرة لولادة (سوريا الوطن) بكافة مكوناتها الوطنية المخلصة لها ،والنابذة لكل مكون طائفي أو عرقي أو ديني التزم بالقتل والتدمير مع سلطة آل الأسد ، وسوريا تلك ستبنيها (العقول) التي عرفها واختبرها العالم أجمع طيلة قرون مضت وبإمكانها أعادة بناء سوريا بهيكل جديد ودستور وقوانين ومؤسسات جديدة ومجتمع جديد . ولا يخفى على أحد من قوى العالم المجرمة ما هو كامن في العقل السوري من قدرات خلاقة تمكّنه من بناء وطنه في فترة قصيرة بعد الدمار والجرائم التي فعلتها سلطة آل الأسد وحماتها في الخارج
سوريا الوطن لن تقبل أي مجرم تبع سلطة آل الأسد ، أو فاسد تبع معارضاتها السياسية المأجورة ،وهي مفتوحة على كل أبنائها الأحرار الشرفاء المخلصين للوطن السوري لإعادة بنائه من الصفر كي لا تبق أي ذرة جريمة أو فساد في المستقبل في الجسد السوري .  
كانت سوريا منبعا لرؤوس الأموال البشرية والكفاءات البناءة في كافة الميادين في الوقت الذي كان من حولها لا يعرفون أبسط مظاهر المدنية والتحضّر ، وهم سيعيدونها كما كانت بعد الخلاص من القتلة والفاسدين من سلطة آل الأسد ومعارضاتها المزيفة .
أختم،إن إعادة بناء سوريا الوطن يتطلب إلغاء الإدارتين الإجراميتين الفاسدتين (الإدارة الأمنية العسكرية، الإدارة الدينية) وإعادة تربية أتباعهما بشكل كلي ، لفرض أسس الأخلاق وروح قيم الوطن فيهما من جديد.انتهت حقبة الصمت والطاعة وحان وقت العمل لبناء سوريا الوطن .