الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. الطغاة يجلبون الغزاة ؟!

سوريا.. الطغاة يجلبون الغزاة ؟!

31.08.2013
رجا طلب



الرأي الاردنية
الخميس 29/8/2013
حسب التقديرات الاسرائيلية فانه مع نشر هذا المقال تكون واشنطن ومعها بعض الحلفاء كتركيا وبريطانيا وفرنسا وربما المانيا قد بدأوا هجوما جويا قويا لعدد من الاهداف المنتقاة داخل سوريا وان هذا الهجوم قد يستمر عدة ايام.
اما بنك الاهداف فيصل الى 400 هدف، وتتلخص في ضرب منشآت عسكرية استراتيجية، وبعض المطارات ومنظومات الصواريخ وعمليات اغتيال لشخصيات امنية وعسكرية وسياسية تقوم بها فرق خاصة وكوماندز.
ضربة من هذا النوع لن يكون الهدف السياسي منها هو الاطاحة بالنظام الحاكم في سوريا، لان الاطاحة بالنظام يتطلب جهدا عسكريا اطول زمنيا بالاضافة الى الحاجة الماسة لعمليات عسكرية برية، وبالتالي فان العملية العسكرية المرتقبة ضد سوريا ستعمل على اضعاف قدرات الجيش السوري وتحديدا في مجال الطيران والقوة الصاروخية والمدفعية الامر الذي يعطي المعارضة المسلحة قدرة اكبر وهامش اوسع من العمل العسكري النوعي ضد الجيش السوري النظامي وقواته الامنية المختلفة.
والسؤال المهم الان ماذا سيكون رد الفعل السوري على هكذا هجوم ؟
الاحتمال الاول: انه وفي حال كانت حصيلة الهجوم غير مؤثرة بقدرات النظام وجيشه فان النظام سيعمل على تمالك « اعصابه « ويمتص الضربة مع رفع منسوب الصراخ السياسي والتهديد اللفظي.
الاحتمال الثاني: اذا كانت نتائج الضربة مؤثرة وموجعة قد يلجأ النظام الى الرد عليها بتوجيه ضربات ذات طابع ارهابي ضد تركيا كالسيارات المفخخة وغيرها من الوسائل.
الاحتمال الثالث: اذا كان هناك قرارا سوريا - ايرانيا بتوسيع دائرة الرد على الضربة المحتملة في حال كانت موجعة ومؤثرة فانه من المرجح ان يكون ذلك عبر زج اسرائيل بالمعركة وفتح جبهة الجولان وجنوب لبنان وقطاع غزة وسيناء ضد اسرائيل ومثل هذا الاحتمال الخطير يتطلب بالضرورة اعداد مسرح العمليات لمثل هذه المواجهة الكبيرة وتجهيز القوات السورية وقوات الحرس الثوري الايراني وقوات حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية لها ورسم الخطط العسكرية لتوريط التحالف في حرب غير محسوبة بدقة من الناحيتين الزمنية بمعنى اطول من مجرد ايام وبشريا بمعنى ايقاع اكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف الاسرائيليين وربما الجيش التركي.
الاسرائيليون متخوفون جدا من صواريخ سكاد الكيماوية والتي يمكن ان تسقط على المدن الرئيسية كحيفا وتل ابيب والقدس وغيرها خاصة ان القوة التدميرية لها ومدى الدقة فيها ستكون اضعاف - اضعاف الصواريخ العراقية التى اطلقها الرئيس العراقي صدام حسين عام 1991 بحكم قصر المسافة الجغرافية، ولذا فقد طلبوا ومبكرا من واشنطن وضعهم بصورة اي خطة محتملة لضرب سوريا، واوفدوا مسؤول الأمن القومي يعقوب عميدرور (يوم الثلاثاء) الى واشنطن والتقى في البيت الأبيض سوزان رايس مستشارة الرئيس باراك أوباما للأمن القومي وتم بحث خيار الضربة وتداعياتها حسب الاعلام الاسرائيلي.
كما طلب نتنياهو من وزرائه الابتعاد قدر الامكان عن اطلاق تصريحات بشان سوريا منذ اسبوع وذلك لتبدو اسرائيل بعيدة عن مثل تلك الاجواء وان لا علاقة لها فيها.
وهنا اي في حال توجيه ضربة سورية - ايرانية لاسرائيل فان الاحتمال الاغلب هو الضغط على تل ابيب لكي لا تبدو طرفا في العملية وان تمتنع عن اي رد فعل عسكري وذلك لقطع الطريق على ايران وسوريا لكي لا تبدو المواجهة هي مع اسرائيل لاسباب دعائية - سياسية على غرار ما جرى في حرب تحرير الكويت 1991.
* * *
- من اكثر الاشياء ألما ان ترى جيشا وطنيا يصوب سلاحه لأبناء بلده وتحديدا اذا كان هذا السلاح يتعامل معهم على انهم «مجرد حشرات» يريد ابادتهم كما حصل في الغوطة وقبلها في حلبجة في كردستان العرق، ولكن المؤلم والمر ايضا ان لاتجد هذه الشعوب من يدافع عنها الا جيوش الاعداء او الغزاة وان يضطر البعض منا ان يصفق ويفرح لهذه « النخوة « الاميركية - الغربية.
- صدق من قال ان الطغاة يجلبون الغزاة.