الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. القادم أسوأ

سوريا.. القادم أسوأ

17.12.2013
عبد اللطيف الملحم


اليوم السعودية
الاثنين 16/12/2013
في البداية دعونا نبتعد عن السياسة ونفترض أن ما نسميه الربيع العربي لم يحدث. ودعونا نتحدث عن معنى الإنسانية. فهل ما يحدث في سوريا هو بفعل فاعل أم أن هناك خللا في سوريا وحقدا دفينا بين شرائح أفراد المجتمع السوري. إن ما يحدث في سوريا ليس للأيادي الأجنبية دخل فيه، وليس ما نراه من مجازر بين جميع الأطياف هو بفعل فاعل من الخارج. نعم هناك أجانب دخلوا على خط الصراع الداخلي في سوريا ولكن هل كان الشعب السوري يوما ما متجانسا؟.
إلى متى والشعب السوري يعاني؟ وإلى متى سيستمر القتل والتنكيل؟.. إن ما يحدث في سوريا ليس موتا للضمير السوري فقط, بل هو موت للضمير العالميسوريا دولة يوجد فيها الكثير من الطوائف والأعراق منذ القدم، ولكنها لم تتكيف يوما ما للعيش بسلام والثقة مفقودة بينها. ولم تكن يوما ما متوحدة ومتجانسة. ولهذا السبب فقد كانت شرارة الربيع العربي هي فقط الشرارة التي أوقدت النار ليأتي بعدها القتل والذبح والتنكيل بصورة لم تشهدها المنطقة، رغم الحروب والفتن التي كانت تمر على المنطقة. فما يحدث في سوريا هو أبشع أنواع الموت. فهناك موت بسبب الرصاص وموت بسبب الجوع، والآن ومع التغيرات الجوية وقرب دخول فصل الشتاء فقد بدأنا نسمع ونرى الموت بسبب البرد والذي يعتبر من أشد وأقسى أنواع التنكيل والعذاب. وبدأت سوريا تتمزق وبدأ النسيج الاجتماعي يتفكك، وتم تدمير ما تم بناؤه منذ مئات السنين، وبدأت المذابح حسب العرق والمذهب. وما هو أسوأ هو أنه بدأ يلوح في الأفق التفرقة حتى ما بين أصحاب نفس المذهب والطائفة، والضحايا هم أناس لا دخل لهم بما يجري. وتم التضييق على الكثير من المواطنين السوريين رغم ما يمر به المواطن السوري من مصائب. والمحزن في الأمر هو أن سوريا اصبحت من أوائل الدول في عدد اللاجئين وفي عدد الأطفال المشردين. وأصبح القتل اليومي للرجال والنساء والأطفال حديث العالم. ويبدو واضحا من أن القادم ليس إلا صورة أكثر سوادا، وما سيأتي ما هو إلا الأسوأ. وقد أعلنت دول أوروبية أنها ستفتح أبوابها لكل لاجئ سوري، ولكن يبقى السؤال هو: إلى متى والشعب السوري يعاني؟ وإلى متى سيستمر القتل والتنكيل؟. إن ما يحدث في سوريا ليس موتا للضمير السوري فقط, بل هو موت للضمير العالمي.