الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. "الكيماوي" أغلى من الإنسان

سوريا.. "الكيماوي" أغلى من الإنسان

12.10.2013
رأي الشرق


الشرق القطرية
10/10/2013
يبدو أن قضية الإنسان السوري ومعاناته والمجازر التي تقع كل يوم على الأرض، لم تعد مطروحة في جدول أعمال واهتمامات المجتمع الدولي، ولا الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، بقدر ما أصبح شغلهم الشاغل هو تدمير السلاح الكيماوي الذي تنازل عنه الأسد مؤخراً، ولا عزاء عندهم لما نادت به منابرهم كثيراً عن حرمة الدم السوري، الذي أريق رخيصاً دونما قوة تحميه!!.. نسي المجتمع الدولي أنه تحرك لتدمير السلاح الكيماوي السوري حين رأى مئات الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال، يموتون بغاز السارين في ضواحي دمشق والغوطة في أغسطس الماضي، وتذكر الآن فقط أن التركيز في تفاصيل تفكيك الكيماوي أهم من حتى مجرد الدفاع الشفهي عن أرواح المئات، الذين يلقَون حتفهم تحت أنقاض منازلهم، جراء القصف الجوي المتواصل من جيش الأسد.
هل ما كان يقلق المجتمع الدولي هو ألا يموت السوريون بالغازات السامة والأسلحة الكيماوية، وإذا ما قُتلوا بسلاح آخر فلا بأس؟!
رائحة الصفقة بدأت تفوح، وعلامات الغضب والتعجب التي ترتسم كل يوم على وجوه السوريين والمعنيين بشأنهم، بسبب المواقف المتضاربة للمجتمع الدولي تجاه قضيته تزايدت. وعلى ما يبدو فإن التحركات المقبلة تريد أن تأخذ الرأي العام العالمي من مرحلة الثأر للضحايا، والتحرك لوقف المجازر التي تنصب يومياً للشعب الأعزل، إلى الاستغراق في تفاصيل تفكيك وتدمير السلاح الكيماوي، واختزالِ القضية في عدد المفتشين الذين ترسلهم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا، وعددِ الأيام التي سيقضونها في عملية التفتيش، وكمِّ الأطنان التي سيقومون بتدميرها، وأنواعِ السلاح المستهدف تفكيكه..
على المجتمع الدولي أن يعيَ، أن الشعوب العربية باتت أكثر وعياً وإصراراً على استعادة حقوقها المغتصبة، وأن الثائرين على الأرض لا يعنيهم التحرك الدولي، بقدر ما يعنيهم حجم المكاسب التي يحققونها على الأرض، وأن الانحياز للإنسان وحمايته، هي مهمة هذا المجتمع الدولي الرئيسية، وليس فقط تفكيك السلاح النووي، فعليه أن يعود إليها مسرعاً.