الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا المستنقع الآسن!

سوريا المستنقع الآسن!

02.07.2015
د. خالد الجابر



الشرق القطرية
الاربعاء 1/7/2015
تدهور ملحوظ في الأيام الماضية على الجبهة السورية التي لا تبدو أفضل حالا من العراقية. العزيمة القتالية تراجعت، الأسد وقوات الجيش يعانون من الهزائم، المدن تسقط في داعش والمنظمات المتطرفة التي تكتسب مناطق جغرافية جديدة وتسيطر على نحو نصف مساحة البلاد، بما في ذلك المناطق الحدودية مع العراق والأردن، والأسلحة المحرمة وبراميل البارود ما عادت تحمي النظام الطائفي، وتوفر له الأمان المزعوم. وحتى الإرث الحضاري والمتاحف والآثار التي خطتها ثقافات العالم القديم والتاريخ الإنساني تواجه الخراب والتدمير والتحطيم في سيناريو مشابه لما حدث على الجبهة العراقية.
صحيفة “الغارديان” البريطانية تناولت قبل مدة تقريرا سريا للمخابرات الأمريكية كتب في أغسطس 2012، يتنبأ بل ويرحب بشكل فعال باحتمال وجود إمارة دينية شرق سوريا، وبروز دولة يسيطر عليها تنظيم القاعدة في سوريا والعراق، تعرف الوثيقة السرية تنظيم القاعدة في العراق، الذي أصبح الدولة الإسلامية، والمتشددين بأنهم القوى الرئيسية التي تقود التمرد في سوريا، وأشارت إلى أن دولا غربية وخليجية وتركيا كانت تدعم جهود المعارضة للسيطرة على شرق سوريا، وأشار التقرير الى أن تلك الوسيلة التي يتم بها عزل النظام السوري الذي يعتبر العمق الاستراتيجي للتوسع الشيعي، وهو ما حدث بالفعل بعد عامين. من جانب آخر هناك الاستماتة الإيرانية لعدم سقوط النظام وآخرها تجنيد مقاتلين من أفغانستان وباكستان للقتال في سوريا، والمتحدث باسم مسلحي المعارضة السورية يقول "نواجه في الشهور الأربعة الأخيرة نحو 80 في المائة من الأجانب و20 في المائة من السوريين".
وسط هذا المستنقع الآسن وانعدام خيارات الحل السلمي التوافقي والتسويات السياسية من قبل جميع الإطراف في الأزمة، يبدو أن الوضع يتجه نحو السيناريو الاسوأ حيث تتكون عدة دويلات تعمل بشكل شبه ذاتي في مختلف أرجاء سوريا: دولة علوية يديرها العلويون، ودولة كردية في شمال شرق سوريا، ودولة إسلامية معتدلة تسيطر على المنطقة الواقعة بين ضواحى دمشق والحدود الإسرائيلية، ودولة الخلافة داعش وتمتد من حلب إلى الحدود العراقية.