الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا بديلاً من باكستان!

سوريا بديلاً من باكستان!

22.05.2016
سميح صعب


النهار
السبت 21-5-2016
من حوار متقطع في اليمن، الى حوار متعثر في سوريا، إلى نجاح محدود لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، تبدو أزمات المنطقة مشرعة أكثر على التصعيد منها على التهدئة وسلوك الحلول السياسية. وبات مرجحاً أن هذه أزمات معلقة لن يكون متاحاً إيجاد حلول لها في الزمن المتبقي من إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما، مع انه ليس بخافٍ أن روسيا تسعى بكل قوة الى ايجاد حلول في زمن هذه الادارة لأنه لا يمكن التكهن بما سيكون الموقف الاميركي في ظل الادارة الاميركية المقبلة.
لكن رغبة روسيا المتعجلة لا تجد صدى لدى اطراف في المنطقة يرون أن موقف أي إدارة اميركية مقبلة سيكون أعلى كعباً من موقف أوباما حيال الميل الى استخدام القوة العسكرية من اجل تحقيق مصالح الولايات المتحدة. وتراهن دول الخليج العربية ومعها تركيا على أن ما لم يقدم عليه أوباما في سوريا قد يتغير في زمن من سيخلفه في البيت الابيض. كما انها تراهن على موقف أميركي أكثر تشدداً حيال ايران على رغم ان الاتفاق النووي بات أمراً واقعاً لن يكون في امكان الرئيس الاميركي المقبل التخلص منه بسهولة.
دول الخليج وتركيا تريد بالحد الادنى في اليمن إعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الى صنعاء والحاق هزيمة قاسية بالحوثيين، ولو أدى ذلك الى زيادة نفوذ "القاعدة" و"داعش". كما أن الاطراف أنفسهم يريدون عملاً عسكرياً أميركياً يسقط النظام في سوريا من دون كبير اهتمام بمن سيكون البديل، "داعش" أو "القاعدة". وليس من قبيل المصادفة أن يركز الاعلام الغربي على مسألة استعداد "جبهة النصرة" لاعلان إمارة في سوريا وعن ارسال زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري نخبة من قادة التنظيم الجهادي الى سوريا توطئة لاعلان هذه الامارة التي ستكون ملاذاً آمناً للتنظيم بديلاً من باكستان وأفغانستان اللتين تلقت فيهما "القاعدة" ضربات أميركية مدى سنوات أضعفت قدراتها فكان لا بد من الامارة السورية لتجديد دم التنظيم والبدء بانطلاقة جديدة.
ولا تحمل هذه الرهانات الكثير من الأمل في قرب الانفراجات في المنطقة بينما "داعش" في سرت هو أقرب الى أوروبا منه الى طرابلس. ومع الخطر الارهابي الذي يقترب من أوروبا، يذهب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في لعبة ابتزاز القارة الى اقصاها تحت طائلة دفع أفواج جديدة من اللاجئين من تركيا نحو الشواطئ الأوروبية. واذا نجت أوروبا من "داعش" لن تنجو من أطماع اردوغان.
وهكذا ليس بالضرورة أن يكون التدخل الاميركي المأمول منه اقليمياً عاملاً يصب في مصلحة المتطلعين الى خلف أوباما. وربما كان أفضل لو أصغوا إلى روسيا.