الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا تحتاج أفعالا لا أقوالا

سوريا تحتاج أفعالا لا أقوالا

21.12.2013
اليوم السعودية


الجمعة 20/12/2013
الإدانة التي سجلها المجتمع الدولي يوم أمس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بطلب من المملكة، ضد الانتهاكات الصارخة والجرائم التي يرتكبها نظام الأسد وشبيحته ضد المواطنين السوريين، هي موقف يوضح أن المجتمع الدولي وممثلي شعوب العالم يعبرون عن غضبهم من ممارسات نظام الاسد ورعاته في طهران وموسكو. ولكن السوريين ومعهم الشعوب العربية وفي مقدمتها المملكة قيادة وشعباً، ترى أن النظام الدموي في سوريا، ورعاته الذين يقدمون له الدعم والتشجيع والتسهيلات والرجال للاستمرار في سفك دماء السوريين وإنجاز برنامج الإبادة الجماعية، لن يلقوا بالاً لأي مناشدات أو إدانات دولية إعلامية، فالنظام ورعاته قد تخطوا كثيراً الخطوط الإنسانية الحمر وأصبحت لعبة الدم جزءا من ممارساتهم اليومية الاعتيادية، لذا لن يؤنبهم الضمير لسماع إدانة دولية، ما دام أنهم يسمعون صراخ الأطفال الجرحى والأرامل والأيتام في جوارهم، ولا يحركون ساكناً، ولا ضميراً، لأن هذا هو جوهر أساسي في إنجاز برنامج الإبادة الذي ينتهك كثيرا من المحرمات، حتى أن كل المحرمات قد سقطت في سوريا، إذ الأخبار اليومية تتوارد عن أن شبيحة نظام الأسد والميلشيات الإيرانية المساندة لهم لا تتورع عن ارتكاب جرائم الاغتصاب والخطف والقتل على الهوية، وكل أنواع الترويع لتحقيق إما إبادة السوريين أو تهجيرهم إلى المنافي.
والموقف الاكثر إخلاصاً للضمير الإنساني وحكمة الموقف أن ينتقل المجتمع الدول من تسجيل الإدانات الإعلامية إلى تنفيذ إجراءات بحق هؤلاء الذين يستبيحون الدم السوري والاعراض وينهبون المنازل ويروعون الناس، أيا كانت هويتهم وملتهم وحججهم.
وبالمثل أيضاً كان يجب على الحكومة البريطانية التي اصدرت بياناً يوم أمس تشدد فيه على أهمية إرساء السلام في سوريا وتجدد صداقتها مع دول الخليج، أن تبادر إلى السعي لتطبيق موقفها، الذي يقتضي أولاً إجبار الميلشيات الإيرانية التي تعد جيوشاً رسمية لطهران، على الانسحاب من سوريا وإعطاء السوريين كل الخيارات لتقرير مصيرهم، بعيداً عن تحكم ميلشيات الاسد الذي يعمل وكيلاً لطهران وحارساً لمصالحها على حساب السوريين وسيادة سوريا.
والأكثر أهمية أن تنصت الحكومات الغربية لأصوات شعوبها التي عبرت في مناسبات كثيرة عن غضبها من جرائم الأسد، ولكن التلونات السياسية والمصالح الشخصية للأحزاب والشخصيات الحاكمة في العالم الغربي غطت على أصوات الشعوب وهمشتها، على الرغم من الاعترافات المتكررة التي يدلي بها المسئولون الغربيون ويتحدثون فيها عن جرائم نظام الأسد ونهجه الشمولي العنيف وجلبه لمنظمات القاعدة والمنظمات العنيفة إلى الاراضي السورية، بتدبير إيراني، لتحويل الصراع في سوريا من ثورة شعبية وطنية حقوقية إلى حرب طائفية بدأها الأسد وميلشيات إيران منذ اليوم الأول للثورة السورية، إذ استعان النظام سراً بميلشيات حزب الله وشكل منظمات طائفية عنيفة تستهدف السوريين وارتكبت مجازر وحشية لمدنيين أبرياء وأطفال ونساء في قرى سورية عديدة، إلى أن تمكن حزب الله من ترتيب مواقفه ومواقعه وتمويلاته ليعلن صراحة الحرب الطائفية ضد السوريين، بمساعدة ميلشيات إيرانية أخرى يقاتل في صفوفها إيرانيون وعراقيون وأفغان وخليجيون وباكستانيون.
وتلكأ الغربيون على الرغم من معرفتهم أن نظام الأسد وطهران هما اللذان خططا لتكون في سوريا دموية وطائفية عنيفة. وأن ميلشيات حزب الله هي التي تدير الأوضاع في سوريا وتخطط للهجمات العسكرية، وأن النظام الأسد ليس أكثر من منفذ لصالح المخططات  الإيرانية في المنطقة.