الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. تراجيديا الموت واللجوء

سوريا.. تراجيديا الموت واللجوء

14.06.2014
رأي البيان



البيان
الخميس 12/6/2014 
مازالت سوريا بجراحاتها تجسيداً يكاد ينطق من غير لسان، عن العجز وغياب الضمير في مجتمع دولي لا يقر إلّا لغة المصالح دون سواها، لم يبذل من أجل إيقاف النزيف سوى إجلاس طرفي الأزمة، نظام الأسد ومعارضيه معاً، وهو يعلم أن لا حصاد لمفاوضاتهم سوى الهشيم.
لأميركا أجندتها وتريد كسب أقصى ما تملك من إطالة عمر الصراع قدر ما تستطيع، ظفرت حتى الآن بتقليم أظفار الأسد الكيماوية حتى تريح نفسها وحلفاءها الاستراتيجيين، وتبحث قطعاً عن مغانم أخرى من هذا الصراع الممتد.
وروسيا في واد آخر تدافع عن مصالحها في المنطقة باستماتة، تدعم الأسد بكل ما يريد لإبادة شعبه، وتدافع عنه في المحافل الدولية بكل ما تملك، ولو وصل الأمر إلى "الفيتو".
 تباعد المواقف الدولية أدى إلى طول عمر المأساة، يتبدل الموفدون من كوفي أنان إلى الإبراهيمي، الذي يكاد يرحل مفسحاً المجال لآخر، ولا جديد يذكر، فقط هو القديم يعاد دماء تراق من غير ذنب سوى أنّ شعباً طلب الحرّية والعيش الكريم، ولاجئين بالملايين اكتظّت بهم المخيّمات في دول الجوار، غير من توزّعوا على دول العالم بحثاً عن الأمن.
تغيير موفد بآخر لن يؤدّي إلى شيء يزوّد بالأدوات المطلوبة لاختراق الملف المعقّد، ولعل أول متطلّب لهذا الاختراق يتمثّل في توافق دولي على الحل، الذي يجمع الكل على أنّه لن يخرج من إطار السلمية في ظل عجز طرفي الصراع عن الحسم العسكري.
ما أفرزته الأزمة في سوريا من مآس وكوارث حتى الآن، يتطلب أفكاراً جيدة، وآليات فعّالة، وخططاً ليست كسابقاتها، تصب كلها في إجماع دولي على وقف نزيف الدم، بما يرتضيه الشعب السوري من آمال، قدّم من أجلها الكثير.
وعلى المجتمع الدولي ممثلاً في منظمته الدولية ومجلس أمنه، اتخاذ كل ما يساعد على تحقيق هذه الأهداف، وحمل نظام الرئيس السوري بشّار الأسد على تحقيق مطالب مواطنيه، عبر تغيير حقيقي، لا مجرد إصلاح.