الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا تستصرخكم

سوريا تستصرخكم

06.01.2015
د. سعد الهاجري



الشرق القطرية
الاثنين 5-1-2015
يا لله يا لله ....... مرت السنوات وما يزال الشعب السوري يئن تحت وطأة الظلم والطغيان والاستبداد تحت وطأة المؤامرة والتخاذل تحت وطأة بيع الضمير والإنسانية، فلا دور فعال للجامعة العربية سوى قرارات لا تسمن ولا تغني من جوع، جامعة أقرب لها أن تكون بقالة تفتح وتغلق بأوامر، ثم يشترون منها ما يريدون ويتركون ما لا يريدون حتى لو كانت هذه البضاعة هي دم كل طفل بريء، ودموع أم تبكي على ولدها الشهيد ودم إنسان يطالب بالعدالة والحرية لوطنه ويتم تقديم البضاعة المنتهي صلاحيتها على الصالحة للاستهلاك من أجل لعبة سياسية قذرة يذهب ضحيتها الشعوب المغلوبة على أمرها.
- إن نظام البعث في سوريا نظام اختزل كل شيء في حزبه ولا يهمه أن يحرق الأخضر واليابس في سبيله وسبيل سيطرته التي والله ثم والله لن تدوم، إن هذا النظام الفاجر والذي أصبح كالعاهرة التي تتبجح بعهرها ولم يكن له أن يصمد طوال هذه المدة لولا أنه قد وجد الدعم الكامل والواضح والمستفز من قبل نظام طهران هذا النظام الذي قام على أنفاس طائفية عنصرية بغيضة يكره كل انتماء عربي وكيان عربي، هذا النظام الذي لم تعرف المنطقة لها استقرارا من أول يوم ظهرت فيه ما يسمى "بالثورة" والتي سعت بكل ما أوتيت من قوة لتصديرها وترويجها من خلال وكلائها ومراجعها في الدول العربية والإسلامية، إن النظام في طهران لا يسعي لتصدير دعوة دينية كما يدعي، ولكن يسعي إلى تصدير الفكر والحضارة الفارسية التي لا يزالون يتباكون عليها ويعتبرون العرب هم أساس تدميرها فهم منتقمون حاقدون، وللأسف يتبعهم الكثير ممن انخدع بهذه الشعارات من البسطاء هناك وروج لها أذنابهم لدينا، والذين كشفتهم الأيام وما يحملونه من كراهية تجاه مجتمعاتنا العربية والخليجية.
- إن الذي يحدث في سوريا لا يجب السكوت عليه ويجب أن يكون التحرك أكثر من أي وقت مضى، لأن الأرواح هناك تزهق والمجازر مستمرة وآلة العنف في ازدياد وغطرسة النظام السوري فاقت غطرسة وعربدة الكيان الصهيوني العفن، وفعل مالم يفعله "هتلر" من قتل، بل يعد "هتلر" أشرف منه عند أمته الألمانية، وفي الحقيقة أن ما هو مخز وعار هو الموقف الروسي والصيني الرخيص والمدفوع من فاتورة الدم السوري عند استخدامها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع إدانة جرائم بشار التي يرتكبها ضد الأطفال والنساء لمجرد فقط مطالبتهم بأبسط الحقوق وهي الكرامة والحرية، لقد أثبتت روسيا والصين أنهما ليستا كما تدعيان مناصرة الشعوب ضد الأنظمة أو مع الأفراد ضد الحكومات كما هي الفلسفة الشيوعية الملعونة، فمن أول يوم قامت فيه الشعوب العربية ضد أنظمتها الاستبدادية والموقف الروسي والصيني منحاز مع هذه الأنظمة ضد الشعوب، متناسية القيم والمبادئ الإنسانية، ومقدمةً الحسابات السياسية الضيقة عليها.
- إن ما يثلج الصدر - خصوصا في منطقة الخليج - هو القرار الذي اتخذ - وإن كان متأخرا - من القيادات الخليجية التي أعلنت فيه أن دول مجلس التعاون الخليجي قررت الطلب من سفراء "النظام السوري" مغادرة أراضيها بشكل فوري، وأنها أيضا قررت سحب السفراء من سوريا، بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وأجهض كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة.
- أخيرا نذكر بما قاله - عليه أفضل الصلاة والسلام: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" ويجب أن يعلم الجميع أن الحق أبلج، وأن ظلام الليل لابد أن يعقبه النهار المشرق، وأن لكل ظالم نهاية وأن التاريخ فيه من الدروس والعظات والعبر لخاتمة كل طاغوت ومتجبر.