سوريا تقع في الهاوية

15/12/2013
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
ها قد مرت سبعة أسابيع منذ أن اتهم وزير الخارجية جون كيري الدكتاتور السوري بشار الأسد بأنه يشن "حرب تجويع" ضد شعبه. مئات الآلاف من الأشخاص يخضعون لحصار حكومي في مناطق تقع تحت سيطرة قوات المتمردين, والتي ترفض بدورها السماح بمرور المساعدات الغذائية والدواء. السيد كيري كان قد حذر بأن " على العالم أن يتحرك بسرعة" لأن تكتيكات النظام "تهدد بأخذ الكارثة الإنسانية إلى الهاوية".
منذ ذلك الوقت, لم يكن هناك أي تحرك, لا من العالم ولا من الولايات المتحدة التي تملك الوسائل اللازمة لكسر الحصار ولكنها اختارت أن لا تستخدمها. والنتيجة هو أن سوريا ومع بداية الشتاء, انحدرت إلى هاوية السيد كيري.
بالنظر إلى التقرير الذي قدمته فاليري آموس المنسقة الإنسانية الأممية في 4 ديسمبر فإن 7 مليون سوري أو 40% من عدد السكان بحاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدات الطبية. مع نهاية العام سوف يكون هناك 3 مليون لاجئ في الدول المجاورة. عدد قليل جدا من هؤلاء المحتاجين يحصلون على المساعدات الدولية.
هناك حوالي 290000 شخص موجودون في المناطق المحاصرة قرب دمشق قطعت عنهم إمدادات الغذاء والدواء لأكثر من ستة أشهر. وفقا لهيومان رايتس ووتش, "فإن الناس يعانون من نقص حاد من الغذاء ويموتون بسبب عدم وجود الرعاية الطبية اللازمة نظرا لظروف الحصار". السكان أخبروا المفتشين في مقابلات هاتفية إنهم أصبحوا يأكلون أوراق الشجر.
السيد كيري الذي كرس كثيرا من وقته خلال الأسبوعين الماضيين في رحلات مكوكية فاشلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين, لم يظهر الكثير من الاهتمام بالكارثة الإنسانية في سوريا منذ أن كتب مقالا افتتاحيا نشر في 25 أكتوبر. سياسة الولايات المتحدة تضاءلت إلى حد التخلص من أسلحة نظام الأسد الكيماوية والترويج لمؤتمر السلام الشهر القادم في سويسرا. الاستراتيجية التي كان يدعمها السيد كيري والمتمثلة في دعم المتمردين انهارت تماما, وإضافة إلى انهيار القوات المعتدلة, التي كانت الولايات المتحدة تدعمها, فإن الإدارة مجبرة حاليا على الحوار مع الجبهة الإسلامية التي تفوقت على حلفائها.
استراتيجية السيد كيري في مؤتمر السلام هو التوصل إلى تشكيل حكومة انتقالية تشمل ممثلين من كل الأطراف. هذا الهدف بعيد المدى أصبح وهما الآن. دون متابعة على الأرض, فإن قادة المعارضة المعتدلة يفتقرون إلى موقف موحد للوصول إلى مثل هذا التحالف, حيث يرفض كل من النظام والجماعات الإسلامية الفكرة من أصلها. روسيا وإيران, اللتان ساعدتا قوات الأسد في تحقيق مكاسب في سلسلة من الانتصارات العسكرية التكتيكية في الأشهر الأخيرة, لم تظهرا أي علامة على سحب دعمهم.
مؤتمر السلام أصبح ورقة التوت التي تخفي غياب أي استراتيجية أمريكية تجاه سوريا, حيث من غير المقرر أن يعقد حتى 6 أسلبيع قادمة. خلال هذا الوقت فإن مزيدا من السوريين ودون أدنى شك سوف يموتون من الجوع والبرد ونقص الدواء, هذا في حالة لم يتعرضوا للقتل نتيجة للقصف العشوائي الذي يمارسه النظام. لدى الولايات المتحدة خيارات لم تستخدم لحد الآن, إذ بإمكانها أن تطلب من روسيا التوقف عن عرقلة أي قرار يصدر عن مجلس الأمن يطلب فيه من نظام الأسد السماح بمرور قوافل الإغاثة وذلك كثمن للمضي قدما في المؤتمر, الذي بدأ كمبادرة من موسكو. كما بإمكانها أن تهدد بشن ضربات صاروخية وجوية ضد القوات التي تفرض الحصار.
السيد كيري كان كتب في مقالته :" لا يمكن للعالم أن يجلس جانبا ويرى الأبرياء وهم يموتون". و لكن هذا بالضبط ما يقوم به هو وإدارة أوباما حاليا.

Syria falls into an abyss
By Editorial Board, Sunday, December 15, 1:26 AM
IT’S BEEN seven weeks since Secretary of State John F. Kerry charged that Syrian dictator Bashar al-Assad was waging “a war of starvation.” Hundreds of thousands of people in areas controlled by rebel forces were under siege by the government, which was refusing to allow in supplies of food and medicine. “The world must act quickly,” Mr. Kerry warned, because the regime’s tactics “threaten to take a humanitarian disaster into the abyss.”
Since then, there has been no action — not by “the world” nor by the United States, which possesses the means to break the siege but chooses not to employ them. The consequence is that Syria, as winter begins, has descended into Mr. Kerry’s abyss.
Consider the Dec. 4 report by Valerie Amos, the United Nations’ humanitarian coordinator: Seven million Syrians, or 40 percent of the population, are in urgent need of food and medical assistance. By year’s end, 3 million will be refugees in neighboring countries. Only a fraction of those in need are getting international aid.
Some 290,000 people are in besieged areas near Damascus that have been cut off from food and medicine for more than six months. According to Human Rights Watch, “people are suffering from an increasingly severe shortage of food and . . . are dying from lack of medical care because of the siege.” Residents told investigators in telephone interviews that they were eating tree leaves.
Mr. Kerry, who devoted most of the past two weeks to shuttling unsuccessfully between Israelis and Palestinians, hasn’t shown much interest in Syria’s human catastrophe since writing an op-ed about it that was published Oct. 25. U.S. policy has narrowed to extracting the Assad regime’s chemical weapons from the country and promoting a peace conference next month in Switzerland. A strategy once supported by Mr. Kerry of bolstering the rebels has all but collapsed, along with the moderate forces it was aimed at; the administration is now forced to talk to an Islamist coalition that has overtaken its allies.

Mr. Kerry’s strategy is for the peace conference to agree on a transitional government with representatives from all sides. Always a long shot, this goal is now quixotic. With no following on the ground, moderate opposition leaders lack the standing to propose such a coalition, while both the regime and the Islamist groups reject the idea. Russia and Iran, which have helped the Assad forces win a series of tactical military victories in recent months, show no sign of withdrawing their support.
The peace conference has become a fig leaf concealing the absence of a U.S. strategy for Syria — and it is not scheduled to begin for six weeks. During that time thousands more Syrian civilians will undoubtedly die of hunger, exposure or a lack of medicine, when they are not killed by the regime’s indiscriminate shelling and bombing. The United States has options it has not used: It could demand that Russia stop blocking a U.N. Security Council resolution ordering the Assad regime to allow relief convoys as the price of going forward with the conference, which was Moscow’s initiative. It could threaten missile and air strikes on the forces that are conducting the sieges.
“The world cannot sit by watching innocents die,” Mr. Kerry wrote. Yet that’s exactly what he and the Obama administration are doing.
http://www.washingtonpost.com/opinions/when-will-the-us-help-the-syrians/2013/12/14/97433cd0-6294-11e3-aa81-e1dab1360323_story.html