الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا... "جبهة إسلامية جديدة"

سوريا... "جبهة إسلامية جديدة"

30.11.2013
لافداي موريس


الاتحاد
الخميس 28-11-2013
اندمجت سبع جماعات إسلامية سورية مقاتلة يوم الجمعة الماضي في أحدث تطور لعمليات توحيد صفوف المقاتلين. ومن المحتمل أن تجمع "الجبهة الإسلامية"، الجديدة التي تشكلت في وقت تسعى فيه المعارضة للحصول على تمويل من دول عربية، عشرات الآلاف من المقاتلين، وإذا تبع الإعلان توحيداً في ميادين القتال فسوف تكون أكبر قوة من المقاتلين ضد قوات الرئيس بشار الأسد.
لكن متحدثاً باسم الجبهة اشترط عدم نشر اسمه ذكر أن الإندماج اسمي حتى الآن، وأضاف أن مسألة توحيد البنى التنظيمية والمقاتلين وتدفق الأسلحة ستستغرق عدة أشهر بسبب مشاكل الاتصالات التي تعاني منها القوى المقاتلة المعارضة لنظام الأسد في سوريا. وأشار المتحدث أيضاً إلى أن "الجبهة الإسلامية" ليس لها علاقة بالائتلاف الوطني السوري المدعوم من الغرب.
وقد تتحدى "الجبهة الإسلامية" النفوذ المتزايد لجماعتين كبيرتين للمعارضة الإسلامية المسلحة مرتبطتين بـ"القاعدة"، وانضم إليهما آلاف الأجانب للقتال في سوريا هما "الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"جبهة النصرة".
ولم تنضم الجماعتان إلى "الجبهة الإسلامية" رغم تعاونهما مع بعض الجماعات المكونة للجبهة. وفي حين يطالب أعضاء الجبهة الجديدة بإقامة دولة إسلامية سُنية فإن معظمهم أكثر تسامحاً مع الآراء الأخرى من الجماعات المرتبطة بـ"القاعدة"
وتأتي جهود توحيد الفصائل الإسلامية في الوقت الذي تتعرض فيه المعارضة المسلحة لضغوط من قوات "الدولة الإسلامية في العراق والشام" التي على صلة بتنظيم "القاعدة" وفي الوقت نفسه لضغوط من قوات الأسد نفسها المدعومة بمقاتلين من إيران وجماعة "حزب الله" اللبنانية. والأسبوع الماضي، خاض مقاتلو المعارضة معركة لدحر هجوم لقوات الحكومة في التلال القريبة من الحدود مع لبنان ليبعدوهم عن طرق الإمداد الرئيسية.
وأعلن "أبوعيسى الشيخ" قائد ألوية صقور الشام الذي عين زعيماً للجبهة الجديدة في تسجيل مصور بثته قناة "الجزيرة" الإخبارية أن الجبهة "تكوين سياسي عسكري اجتماعي مستقل يهدف إلى إسقاط نظام الأسد في سوريا إسقاطاً كاملاً وبناء دولة إسلامية راشدة تكون فيها السيادة لله وحده مرجعاً وحاكماً وناظماً لتصرفات الفرد والدولة".
وعين أبو عمر الحريتاني نائباً للشيخ. والحريتاني من ألوية التوحيد وهي تشكيل رئيسي آخر للمقاتلين الإسلاميين قاد هجوماً للمعارضة في حلب العام الماضي. ومن بين الجماعات الأخرى التي انضمت إلى الجبهة "أحرار الشام" و"لواء الحق" و"جيش الإسلام" الذي سيتولى زعيمها "زهران علوش" قيادة الجناح العسكري للجبهة.
وذكر عمر أبو ياسر المتحدث باسم جيش الإسلام أن الجبهة الجديدة سوف تساعد بشكل إيجابي في تنظيم التبرعات وأن الباب مفتوح أمام الجماعات الجهادية الأخرى الراغبة في محاربة نظام الأسد أن تنضم للجبهة.
وفي تحليل نشر الشهر الماضي، ذكر يزيد صايغ العضو البارز في مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت أن ظهور جهود التوحيد الإسلامية "تقودها توقعات الحصول على تمويل خارجي".
وذكر "تشارلز ليستر" المحلل في مركز الإرهاب والتمرد التابع لمؤسسة "آي.اتش.إس جينز" أن "الجبهة الإسلامية الجديدة" هي محاولة في الأساس فيما يبدو لتركيز الجهود السياسية والعسكرية لكنه أضاف أنه من المرجح للغاية أن يتمخض هذا الإجراء عن مزيد من التمويل من الخارج.
وأدت إشارة المملكة إلى أنها ستمضي في دعم مقاتلي المعارضة منفردة إلى زيارة طارئة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري لإصلاح العلاقات بين البلدين. وأضاف "ليستر": "هذا تطور مهم للغاية من حيث دلالته الرمزية وكذلك التأثير العسكري الذي من المرجح أن تتمتع به على الأرض". وقال إن "الجبهة الجديدة" قد تضم 45 ألف مقاتل على الأقل. وأنها قد تضعف المجلس العسكري الأعلى المدعوم من الغرب وذراعه السياسية المتمثلة في ائتلاف المعارضة السورية.
ويتوقع أن يثير تشكيل الجبهة الشكوك بشأن مدى جدوى مفاوضات السلام التي تتوسط فيها أميركا وروسيا بين الحكومة السورية وائتلاف المعارضة السورية. فقد أدت المكاسب التي حققها الأسد منذ تراجعت الولايات المتحدة عن التدخل في أعقاب هجوم بالغاز السام على مناطق تسيطر عليها المعارضة في أغسطس الماضي إلى تعزيز موقف كثير من مقاتلي المعارضة المسلحة على حساب الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب والذي من المفترض أنه مكلف بتنسيق الحرب. وحفزت المكاسب في الوقت نفسه بعض الفصائل الكبرى على توحيد صفوفها.
ففي الوقت الذي تحاول فيه القوى العالمية الكبرى المنقسمة دفع المعارضة والحكومة إلى المحادثات، لم يبد المقاتلون على الأرض اهتماماً يذكر بالتفاوض مع الأسد.
وقال "ليستر" إن الجبهة ستوفر تمثيلاً أفضل للقوى التي تعمل على الأرض، وستقوض بالتالي قيادة الائتلاف الوطني السوري في المنفى. ولا يتوقع أن تشن الجبهة حرباً على الجماعات المتحالفة مع القاعدة، لكنه يرى أن تشكيلها قد يبعد الإسلاميين السوريين عن تنظيمي "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة"، حيث يضطلع الأجانب بدور أكبر.
وعرقل التشرذم والاقتتال بين الفصائل الساعية للإطاحة بالأسد الانتفاضة ولم تظهر أحدث محاولة لتوحيد المعارضة حتى الآن قدرتها على إحداث تنسيق فعال بين الجماعات التي تسيطر معاً على مناطق كبيرة من سوريا وعشرات الآلاف من المقاتلين.
بيروت
ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"