الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. حكومة انتقالية أو الجنايات الدولية

سوريا.. حكومة انتقالية أو الجنايات الدولية

15.02.2014
اليوم السعودية


الجمعة 14/2/2014
يتقدم الائتلاف الوطني السوري خطوات للأمام باتجاه احراج نظام الاسد، ففي موسكو وافق رئيس الائتلاف على ضمان المصالح الروسية في سوريا، وعدم التعرض لها، وأكد على ان المعارضة معنية باحترام التنوع السوري، دون اقصاء أو تهميش، حتى للعلويين منهم.
واليوم يتقدم الائتلاف بخطوة ذكية تجاه الحفاظ على مؤسسات الدولة، السياسية والامنية والعسكرية وضمن القانون، مع تغيير في ادوارها وفقا للمعادلة السياسية الجديدة، وهذا يعني الحفاظ على رواكز الدولة السورية، وعدم الانجرار ناحية الحرب الاهلية والتقسيم الذي حاول النظام جعله ورقة يمكن استخدامها مستقبلا.
جنيف 2 وإن لم يحقق نتائج بعد، لكن الواضح ان هناك اتفاقا امريكيا روسيا على المرحلة السياسية المقبلة، وان ذهاب الاسد يجب الا يؤدي الى انهيار الدولة السورية، بقدر ما يتطلب الحفاظ على اعمدة الامن والاستقرار، على ان تضمن الفترة الانتقالية بناء مجتمع مدني ووطني حقيقي، كقوة جديدة تؤمن بالتعايش السلمي والمدني، وتؤسس لعقد اجتماعي سياسي جديد.
على ما يبدو ان جنيف 2 يمضي ناحية الحكومة الانتقالية، والاعلان الدستوري المؤقت للبلاد، ويجب ان تكون الفترة المؤقتة كافية لبناء الدولة والمجتمع على اسس عصرية وحديثة، تعيد بناء وتأهيل الماضي، وتلغي فكرة الحزب الواحد والقائد والزعيم الاوحد.
خطوة الائتلاف السوري، خطوة ذكية ستفوت كثيرا من الفرص على نظام الاسد، الذي اعتقد ان الحل الامني ضمانة لحكمه وسلطته التي بدأت تتهاوى امام الضغط الشعبي والاقليمي والدولي، وضعف قدرته على حسم الامور بعيدا عن استخدام القوة العسكرية، التي تراجعت لتصبح جيشا للدفاع وليس جيشا لسوريا الدولة والوطن والمجتمع.
من المؤمل ان تتفق موسكو وواشنطن والمعارضة السورية على ملامح الدولة السورية المقبلة، والتي على ما يبدو لن يكون فيها للأسد نصيب، فيما تطالب موسكو بضمانات لمصالحها، وبحماية الاقليات فيها، في وقت تؤكد المعارضة السورية ان عهد الاقصاء والتهميش، قد انتهى.
وثيقة الحل لم تكن مفاجئة لوفد النظام السوري في جنيف، الذي حاول على اثرها كسب الوقت والتسويف والتأجيل، رغم علمه المسبق بها، من قبل الاخضر الابراهيمي، الذي أكد ان جدول اعمال المفاوضات سيتطرق للحكومة الانتقالية، فيما يحاول وفد النظام اعطاء القضايا الانسانية، وما يتعلق بالحرب على الارهاب أهمية، اعتقادا منه انها عوامل مؤثرة في القرار السياسي الغربي.
ورغم ان جنيف 2 يبحث في مستقبل سوريا، ما زال شلال الدم والقتل جاريا، ففي كل يوم يسقط مئات القتلى، وفي كل ساعة يستمع العالم ويشاهد عمليات القتل والابادة الجماعية واللاإنسانية، والتي تستدعي جهدا دوليا لنقل الملف السوري الى الجنايات الدولية، ما لم يحقق جنيف 2 هدفه.