الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. خطط الحل وبطء الإنجاز

سوريا.. خطط الحل وبطء الإنجاز

30.06.2013
رأي البيان

البيان
الاحد 30/6/2013
عاد الغموض مجدداً إلى الجانب السياسي من جهود حل الأزمة السورية، فلم يعد التعويل على مؤتمر «جنيف2» المزمع عقده «في وقت ما» أمراً يدعو للتفاؤل، حيث صورة الحل باتت أكثر غموضاً، ولا يتعلق الأمر بالموعد الفضفاض للمؤتمر فحسب، بل في مضامينه المتناقضة أيضاً.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن روسيا ملتزمة بالترتيب لعقد المؤتمر "لكن دولاً أخرى وجماعات تعقد الأمور بوضع شروط مسبقة". لو طلبنا من مسؤول أميركي التعليق على الأمر، سنحصل على إجابة مشابهة من نوع آخر، وهي أن روسيا أيضاً تضع شرطاً مسبقاً، وهو أن لا تؤدي المفاوضات إلى إزاحة الرئيس بشار الأسد.
لا شك أن الدول الكبرى تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الغموض في الحلول المطروحة، والتفسيرات المتناقضة للتفاهمات الأوّلية حول الحل السياسي. وقد تكون مثل هذه الأمور تكتيكات سياسية مقصودة من الأطراف الدولية، لكنها تؤثر على الحالة الميدانية للمقاتلين أيضاً، فكل يوم يكسب التيار الرافض للحل السياسي مؤيدين جددا، ويخسر التيار المدني والسياسي مواقعه في الثورة السورية، لصالح العسكريين الذين يتراجعون هم أيضاً أمام فصائل متشددة يرفض بعضها كلاً من النظام والثورة معاً.
إذا استمرت المماطلة في التقدم بحل سياسي عاجل، قد يواجه مهندسو الحل مستقبلاً مشكلة أنْ لا أحد داخل سوريا ينتظر منهم شيئاً. بالتالي، على الأطراف التنبه إلى ضرورة تلازم الحل مع سرعة إنجازه، حيث إن تدهور الأوضاع نحو الأسوأ في سوريا لا ينتظر تكتيكات الدول المعنية بالحل، أو أن تتم التضحية بآلاف الناس من أجل خلافات قد لا تمت إلى الأزمة السورية بصلة.
ففي كل شهر يكون معدل القتلى نحو خمسة آلاف شخص، ومعدل النازحين إلى دول الجوار قرابة 100 ألف شهرياً، ضمن المعدلات الحالية، وتواجه الجمعيات والمنظمات العاملة في المجال الإغاثي مشكلات كبيرة في التمويل، بل إن بعضها على وشك الإعلان عن عجزها، وهو ما سيعني أن المنطقة كلها ستشهد كارثة إنسانية في تلك الحالة، جراء تدفق اللاجئين السوريين، وهذا لوحده سبب كاف ليكون الساعون للحل السياسي أكثر جدّية في مسعاهم.