الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. دروس المقاومة الباسلة

سوريا.. دروس المقاومة الباسلة

07.08.2013
اليوم السعودية

اليوم السعودية
الاربعاء 7/8/2013
في هذه الأيام توجه المقاومة السورية الباسلة ضربات قوية ومؤثرة جديدة إلى مجموعة الميلشيات الإيرانية المحتلة في سوريا، وخاصة في جبهات حلب والساحل السوري. ووصلت عمليات المقاومة السورية والجيش الحر إلى مسافة قريبة من بلدة القرداحة معقل آل الأسد والبلدة التي تدفقت منها الشرور إلى أنحاء سوريا منذ استولى أحد أبنائها (الرئيس السوري السابق حافظ الأسد) على السلطة في سوريا، وصمم خططاً جهنمية طائفية لتمكين العلويين وتهميش الطوائف الأخرى، بما في ذلك إحداث هيكلية في الجيش لتجعل منه جيشاً ضعيفا وممزقا يعطي ولاء أعمى ولا إراديا لرأس السلطة. وكذلك تصميم هيكلية عصابية في الدولة والحزب تعطي امتيازات مطلقة للمتنفذين، بحيث يستطيع الأسد الإمساك بكل الخيوط من دون أن يواجه مشاكل في إخضاع سوريا والمجتمع السوري لإرادته ثم إخضاع سوريا ورهنها لدى حلفائه الإيرانيين ليحولوها إلى مركز عمليات لتجنيد الجواسيس والأتباع لطهران وتصميم الخطط للتآمر على الأمة العربية من العراق إلى المغرب.
وبعد أن هلل أتباع طهران ووكلاؤها، بما فيهم نظام الأسد وميلشيات حزب الله وكل أدوات الاحتلال، لما اعتبروه نصرا تاريخياً في مدينة القصير المغدورة، فإنهم الآن يواجهون صفعة جديدة ورسالة جديدة من الجيش الحر وفصائل المقاومة السورية في الساحل السوري الذي تعده طهران ووكيلها الأسد ليكون خطة بديلة لتأسيس دويلة علوية طائفية هناك ترعاها طهران وموسكو ومستقبلاً إسرائيل وتشكل خنجراً في الخاصرة العربية.
هجوم المقاومة السورية وتحرير عشر قرى قريبة من القرداحة يعني أن الجيش الحر يخطط لتوجيه ضربة قاصمة لمشروع الجيب الطائفي وكل خطط إيران وبضاعتها في بلاد الشام.
والرسالة التي يتعين أن يفهمها النظام وميلشيات حزب الله وغيرهما، أنهم لا يملكون وحدهم التحكم بالأحداث في سوريا، وإنما الذي يتحكم بالأحداث ويوجهها هو الجيش السوري الحر الذي على الرغم من ضعف إمكاناته وسوء تسليحه إلا أنه برهن على أنه قادر على توجيه صفعات حادة لميلشيات الاحتلال الإيراني، في المكان المناسب وفي الزمن المناسب.
وهذه الشجاعة الملفتة والصمود الثابت للجيش الحر بوجه آليات نظام الأسد تحدث لأن الجيش الحر يدافع عن وطنه وكرامة شعبه واستقلال سوريا وحريتها بينما ميلشيات الأسد وحزب الله تدافع عن جريمة الاحتلال الإيراني ومصالح طهران ومؤامراتها ومشروع استعباد سوريا وإهانة السوريين. ونظام الأسد شريك كامل الشراكة في مشروع بيع سوريا واستعبادها، لهذا انحاز علويون أحرار إلى استقلال بلادهم وكرامتها وانضموا إلى فصائل الجيش باذلين دماءهم وأرواحهم في سبيل حرية سوريا وخلاصها.
وكان يجب أن يتحلى النظام وطهران وميلشياتهما التي تنشط في سفك الدماء السورية وتدنيس سوريا، بشيء من العقل والحكمة وأن يعرفا أنهما يسبحان ضد التيار السوري الجارف وأن يجنحا إلى السلم وتجنيب سوريا والسوريين مذابح مهولة أكثر مما ارتكباه من فظائع لأن الوبال والخسران على الغادرين الذين سلط الله عليهم أبطال الجيش الحر وصقور سوريا وأحرارها، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون يوم تتحرر سوريا من ظلامهم وظلماتهم ويوم تتبدد أوهامهم ويتنكر لهم أولياؤهم وحلفاؤهم وأتباعهم.