الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا: رفض أمريكي-أوروبي لانتخابات النظام..و"قسد" وعشائر درعا وريف دمشق تقاطع 

سوريا: رفض أمريكي-أوروبي لانتخابات النظام..و"قسد" وعشائر درعا وريف دمشق تقاطع 

26.05.2021
وائل عصام وهبة محمد

 
القدس العربي 
الثلاثاء 25/5/2021 
دمشق – أنطاكيا – "القدس العربي": بينما يستعد النظام السوري لتنظيم “مسرحية” الانتخابات الرئاسية المحسومة النتيجة لمصلحة رأسه بشار الأسد، وفي حين وصفت باللاشرعية وفقاً للقرارات الدولية وخصوصاً القرار الأممي 2254، يجري ذلك وسط بيانات مقاطعة ورفض شعبي واسع جنوباً وشمالاً وشرقاً استنكاراً لإجرائها. 
فقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ذات الغالبية الكردية، أنها لن تشارك في الانتخابات الرئاسية التي يجريها النظام السوري. 
وجاء في بيان مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسية لـ”قسد”: “لن نكون جزءاً من عملية الانتخاب ولن نشارك فيها قبل الحل السياسي وفق القرارات الدولية والإفراج عن المعتقلين وعودة المهجرين”. 
وفي درعا دعت هيئات ومجالس ولجان شعبية عديدة في المحافظة الى مقاطعة الانتخابات، واصفة يوم إجراء الانتخابات بأنه يوم حزن وحداد. 
وجاء في بيان، وصلت نسخة منه لـ”القدس العربي”، أن أهالي درعا يعتبرون المشاركة في الانتخابات عملاً مخزياً، لأنها تعني إعادة تأهيل النظام على أنقاض وطن محطم. 
وأكد الموقعون على البيان عدم شرعية الانتخابات، وقالوا: “بعد عقد من الزمن على تضحيات الشعب السوري، يخرج النظام بمسرحية الانتخابات الهزلية، في مناخ استبدادي تصادر فيه الإرادة، لصالح الهيمنة الإيرانية على قرارات الدولة السورية”. 
وقال الباحث والمحلل السياسي، خليل المقداد، من درعا، إن الرفض الشعبي في درعا لمسرحية الانتخابات، وعدم السماح للنظام بوضع صناديق الاقتراع في مناطق منها، والاغتيالات والفلتان الأمني، كلها أمور تؤشر إلى مدى ضعف سيطرة النظام على الجنوب السوري. 
وأضاف لـ”القدس العربي” أن النظام يصر على إجراء الانتخابات في درعا، رغم إدراكه لاحتمالية تعرض المراكز الانتخابية لهجمات، لأنه يريد تصدير صورة مغايرة للواقع على الأرض، أي لحسابات لا علاقة لها بالانتخابات المحسومة نتيجتها سلفاً. 
وعن بيان فعاليات درعا الرافض للانتخابات، أشار المقداد إلى توقيع غالبية فعاليات المحافظة عليه، ما يعني من وجهة نظره، أن تنظيم مسرحية الانتخابات لن يكون أمراً سهلاً على النظام الذي يريد أن يظهر بمظهر المسيطر على درعا. 
من جانبه، قال عضو “تجمع أحرار حوران”، محمد عساكرة، إن الانتخابات المقررة الأربعاء، ستقتصر على مناطق محدودة في محافظة درعا وريفها. 
وفي الاتجاه ذاته، انتشرت في درعا عبارات وملصقات مناهضة للانتخابات، احتوت على شعارات مثل: “لا تنتخبوا ساجن النساء والأطفال” و” لا تنتخبوا من هجّر نصف سكان سوريا”. 
وأجبر النظام السوري موظفي المؤسسات الحكومية وطلاب الجامعات في درعا على الخروج بمسيرات تؤيد الانتخابات الرئاسية وتهتف لبشار الأسد، تحت عقوبة الفصل من الوظيفة أو الجامعة لكل متخلّف عن المسيرة، بحسب المتحدث باسم تجمع “أحرار حوران” أبو محمود الحوراني لـ”القدس العربي”. 
وشهدت محافظة السويداء، الظاهرة ذاتها، مما يعكس حجم الرفض الشعبي للانتخابات التي يجريها النظام السوري دون الاعتراف بها من قبل الأمم المتحدة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقبل يومين، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الانتخابات الرئاسية التي يعتزم نظام الأسد إجراءها خلال الأيام المقبلة “باطلة ولا شرعية لها، لأنها تفتقر للمعايير اللازمة، ولا تسمح بالخروج من الأزمة”.