الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا شرفة إيرانية تنهار!

سوريا شرفة إيرانية تنهار!

15.05.2013
راجح الخوري

راجح الخوري
النهار
الاربعاء 15 /5/2013
تجمع تقارير الخبراء العسكريين على ان الغارة الاسرائيلية الاخيرة على سوريا كانت بمثابة امتحان ورسالة، اضافة الى ما استهدفته من عتاد قال البعض انه كان طليعة سلاح نوعي روسي الى النظام السوري وقال العدو الاسرائيلي انه كان شحنة اسلحة صاروخية نوعية ايرانية مرسلة الى "حزب الله".
في ما يتعلق بالامتحان ارادت اسرائيل ان تثبت للاميركيين والاطلسيين ان كل ما يقال عن ان قدرات الدفاع الجوي في سوريا هي اضعاف ما كانت عليه قدرات الدفاعات الليبية انما هو غير صحيح، والدليل ان المقاتلات الاسرائيلية نفذت الغارة من مسافات بعيدة فوق المثلث الحدودي عند مزارع شبعا من دون ان تتمكن الدفاعات السورية من الرد الذي اقتصر كالعادة على التهديدات الكلامية.  اما في ما يتعلق بالرسالة فتؤكد التقارير نفسها انها كانت تستهدف ايران، بمعنى ان هناك نوعاً من الصواريخ ذات القدرة التدميرية العالية استعملها العدو في ضرب الاهداف السورية على سبيل التجربة، ربما لاختبار فعاليتها اذا استعملت لتدمير الدفاعات الجوية الايرانية في اي هجوم لضرب المنشآت النووية الايرانية!
تربط تقارير الخبراء العسكريين بين المناورات البحرية الواسعة التي ستجريها القوات الاميركية مع 30 دولة اخرى في منطقة الخليج والتي تنظر اليها طهران على انها تمثل تهديداً، وبين الغارة الاسرائيلية على خلفية "تقديم رد عملاني" في الميدان على التصريحات الايرانية التي ارادت الايحاء بأن ايران باتت قوة عظمى في المنطقة، ففي الخامس من هذا الشهر كان قائد البحرية الايرانية الاميرال حبيب الله سياري قد اعلن ان "ايران وسّعت حدودها الامنية لتشمل شرق المتوسط" وهو ما اعتبرته اسرائيل تحدياً وتهديداً!
وعندما تقول ايران ان شرق المتوسط بات يقع ضمن حدودها الامنية، فانها تعني انها صارت تضع اقدامها ونفوذها في مياه المتوسط، على الشواطئ السورية في طرطوس مع شركائها الروس في دعم النظام، وعلى الشاطئ اللبناني عبر "حزب الله"، وربما عبر ما يبقى لها من متسع في شاطئ غزة على رغم خلافها مع "حماس" حول الازمة السورية، لكن كل هذا لا يخفي وجود هلع ايراني متعاظم من حتمية سقوط النظام السوري، الذي يشكل حجر الاساس في كل نفوذ طهران في المنطقة، وليس سراً ان نظام الاسد كان بمثابة الشرفة الايرانية المطلة على المتوسط!
لكنها شرفة آيلة حتماً الى الانهيار، وهذا يعني ان طهران لن تخسر ثلاثة عقود من الاستثمار المالي والسياسي الثمين في سوريا فحسب، بل ستخسر "دومينو" من الانهيارات المتتابعة التي ستصيب مواقعها الممتدة من العراق حيث ورثت او أورثت الاميركيين الى شواطئ المتوسط الذي تريد بسط حدودها الامنية عليه!