الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. صورة حية لمصير النظام

سوريا.. صورة حية لمصير النظام

05.04.2013
اليوم السعودية

الجمعة 5/4/2013
تتقدم الثورة السورية على كافة الأصعدة، وما يؤجل النصر إلا الخلافات في أوساط المعارضة التي لم يهدأ غبار خلافاتها منذ الأيام الأولى للانتفاضة في مدينة درعا.
في الميدان يحقق الثوار انتصارات باهرة في الجنوب، وفي الشرق، حتى أن كتائب لنظام الأسد، تمادت في الضلال ووجهت نيرانها إلى صدور مواطنيها، باتت الآن محاصرة في منطقة الرقة تطلب من الذين حرصت على إراقة دمائهم أن يعفوا ويصفحوا.
وحرص متحدث في الجيش الحر يوم أمس على أن الجيش الحر مستعد لقبول استسلام هذه الوحدات ومعالجة الجرحى مقابل تعهد بألا تعاود هذه الكتائب مهاجمة المدن السورية.
والعجيب أن نظام الأسد يمارس سيطرة شيطانية على الكثير من قطع الجيش السوري التي لا يبدو أن جنودها مقتنعون بفكرة التضحية بأرواحهم في سبيل بقاء الأسد ونظامه. فلا يوجد أي سوري حر مستعد للتضحية من أجل هذا النظام الذي تفنن ببناء السجون والمعتقلات للسوريين أكثر ما اجتهد في أي أمر آخر.
ولكن يبدو أن النظام وميلشياته الإيرانية تمارس رقابة صارمة للجنود وعوائلهم وتتخذ ترتيبات تمنع الجنود من الانشقاق أو الانعتاق من طوق النظام. وقال ضباط، انشقوا لاحقاً، إنهم قد أمضوا زمناً طويلاً وهم يفكرون بوسيلة للانشقاق والتخلص بأمان من النظام وجرائمه وسمعته واستسلامه لسلطة طهران. ولكن رقابة النظام عليهم وعلى عوائلهم بما في ذلك تحركات النساء والأطفال، أخر انشقاقهم حتى سنحت الفرصة بعد التمكن من نقل عوائلهم إلى أماكن لا تصلها سلطة النظام ولا تشاهدها عيونه. ويبث النظام عيونه في كل الأحياء لمراقبة منازل الضباط والجنود والتبليغ عن سفر أو انتقال أي فرد فيها. وحتى الضباط الذين يتمكنون من زيارة منازلهم يخضعون للمراقبة حتى عودتهم إلى الثكنات. وعلى الرغم من إجراءات النظام القاسية ومراقباته المستمرة للعساكر، تستمر الانشقاقات في صفوف الجيش السوري، ويحقق الثوار انتصارات حاسمة، مما جعل النظام ورعاته يعترفون بقدرة الجيش الحر وانتصاراته، فبعد أن كانت بيانات قوات الاسد تهدد بمحو الجيش الحر وجنوده وإخراجهم من الأراضي السورية بدأت تغير اللهجة ولا تتعهد في وسائل الإعلام إلا بالدفاع عن العاصمة دمشق، بينما المعارك تدور أيضاً في أحياء دمشق منذ شهور، وريف دمشق تحت سيطرة الجيش الحر على الرغم من القصف المتواصل والصواريخ والطائرات التي يرسلها النظام لتدمير القرى والمدن السورية.
ويفترض أن هذه المعطيات الميدانية توضح للنظام ورعاته صورة عن مسار الأحداث، وأن الجيش الحر، على الرغم من تواضع إمكاناته، يحرر تدريجياً المزيد من الأراضي السورية، وأن جيش النظام يتقهقر وأن استيراد المزيد من الشبيحة العرب والاجانب للقتال إلى جانب نظام الأسد ليس مجدياً بقدر ما يعظم خسائرهم ويسيء إلى سمعتهم لدى السوريين ولدى الأمة العربية. بمعنى أن الفهم المنطقي للتاريخ يقضي أن نظام الأسد لم يعد صالحاً ولا أمل له بالحياة أو البقاء.