الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. فصول من الكوارث

سوريا.. فصول من الكوارث

22.04.2013
رأي البيان

البيان
الاثنين 22/4/2013
رغم رحى المعارك الدائرة في سوريا والبحث عن مخرج سياسي لهذه الأزمة الأكثر تعقيداً في الشرق الأوسط، إن لم يكن في العالم بأسره في الفترة الراهنة، إلا أن الوضع الإنساني للشعب السوري يجب أن يبقى حاضراً، وألا يطغى صوت الحراك الدولي على صوت الوضع الإنساني الكارثي في هذا البلد، الذي مرّ على ثورته عامان وما زال يبحث عن حقه في العيش بحرية أسوة بباقي شعوب العالم الحرة.
فصول الكوارث في سوريا متعددة وتتسع يوماً تلو الآخر، وتزداد وطأتها ليس على سوريا فحسب، بل على المنطقة والعالم بأسرة. ويكفي أن عدد القتلى غدا حاضراً في كل الأنباء الواردة من هذا البلد العربي الشقيق، ولم يعد العالم يكترث بأرقام الضحايا مثلما يكترث بالبحث عن أفق حلّ سياسي، يجنب المنطقة تداعيات لن تحمد عقباها.
على صعيد الفارين فالكارثة لا يمكن وصفها، سواء النازحون في الداخل والذين يناهز عددهم قرابة 4 ملايين، أو اللاجئون إلى دول الجوار في الأردن أو في تركيا أو غيرهما من الدول، فضلاً عن الدمار الذي لحق وما زال بالبنية التحتية لهذا البلد ومدنه وقراه، فالوضع أصعب من أن يوصف.
أما الوضع الإنساني المعيشي فتنبئ به الأمم المتحدة، والتي أفادت في تقرير أخيراً أن عائلات سورية «أُحرقت في منازلها وأن أشخاصاً قُصفوا بالقنابل وهم ينتظرون الحصول على الخبز، وأن أطفالاً تعرضوا للتعذيب والاغتصاب والقتل، وأن مدناً تحولت إلى أنقاض»، ثم يخلص التقرير إلى نتيجة مفادها أن «الأوضاع كارثة إنسانية».
كما أن التقرير لم يغفل الإشارة إلى أن ربع سكان سوريا البالغ تعدادهم 22 مليون نسمة تشرّدوا داخل بلدهم، وأن 1.3 مليون نسمة فروا إلى دول أخرى في المنطقة وخارجها. وفي تقرير سابق أفادت الأمم المتحدة أن عدد القتلى تجاوز 90 ألفاً، من بينهم نحو 15 ألف طفل.
إن فصول الأزمة السورية إذا لم يسارع المجتمع الدولي لتداركها، فإن المنطقة بأسرها ستكتوي بنيران هذه الأزمة، التي لا يرى لها حلّ قريب في الأفق.